التفاسير

< >
عرض

قُلْ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ
١
-الاخلاص

عرائس البيان في حقائق القرآن

كان الله جل جلاله مستترا بنفسه فى ازل ازله قال كنت كنزا مخفيّا فاجيبت ان اعرف فاذا اوج اعلام ظهور افعاله تعرف نعوته بفعله فلم يعرف احد بالحقيقة اذ الوسايط حجاب فاراد اظهار كنوز ذاته وصفاته فاختار من خلاصة الوجود خاصا خالصا فالبس لسانه فصاحة الربوبية ونور قلبه بنور المعرفة وظهر لعينه عين الحقيقة فامره بتعريفه لعباده العارفين بقوله قل ظاهره سرو باطنه سر حرف نحته بحر من غوامص علوم الربوبية فالقاف اشارة الى قهر عظمته على الحدثان حتى لا يصل الى ذرة من حقيقة العرفان بالوهية الرحمن لان على وجه القدم وقاية الغبرة وهناك فى الازل فلزم الحيرة واللام اشارة الى لاء النفى اى لا يصل الى كنه الالوهية اهل الحدوثية امره بالاشارة الى الاشارة وغوامض سر الذات اذ قال هو وقع قلوب الراسخين فى اوديته الهوية الغيبية فى تين غيب الغيب بنعت الوله والحيرة فلم يصلوا الى هاء الهوية فانصرفوا الى والوصف فعجزوا عن الوصف اذ لم يصلوا الى الموصوف فاحتجبوا بالغيب وبعد بطون الهوية وانصرفوا جبارى سكارى عطاشة والعين غير مدركين اوائل الحقائق فاعترفوا بالعجز عن الادراك وادراك الادراك فلما علم الحق عجزهم عن ادراك سر الهوية اظهر لهم انوار الذات والصفات رحمة ولطفا بهم ليكلا يحرموا عن نصيب عرفانه وايمانه وقال الله اى الذى لم تركوه ولم تدركوه ولم يدركوه بعد طلبكم هذا هو الله الذى بان ينعت الوحدانية والجهال الجلال من قرام الهوية وايضا لما غاصوا فى بحار الهوية بان لهم انوار الالوهية فانصرفوا من صدمات الصمدية ومسطوات الاحدية ووقعوا فى تيه الحبرة ونسوا بان لهم وفروا ----طلبوا فلم يجدوا فاظهر الله ما ظهر لهم فى الغيب فقال ابن ------رايتم هذا هو الله نظهر لهم فى الظاهر كما ظهر لهم فى الباطن فلما راوه عيانا فتوافى فى اول الف الفردانية ثم بقوا فى لام جماله وحابوا من عظم لام جلاله ثم سقطوا فى بحر هوية ايا من بدا واليه يعود الاول باشارة وغيب والأخر اشارة وغيب قال هو الاول والأخر وفى البين بدا وخفا بقوله هو الظاهر والباطن فلما عيانوه سكروا بجماله واتصفوا بجلاله واتخذوا بفردانيته واصروا وحدانية كادوا ان تدعوا الوحدانية فقطعهم الحق عن سر الاحدية.