{ إِنَّ ٱللَّهَ فَالِقُ ٱلْحَبِّ } يعني خالق الحبوب كلها ويقال خالق ما كان في الحب { وَٱلنَّوَىٰ } يعني ما كان فيه النواة { يُخْرِجُ ٱلْحَيَّ مِنَ ٱلْمَيِّتِ } النسمة والدواب من النطفة ويقال الطير من البيضة ويقال السنبلة والثمار من الحبة والنواة { وَمُخْرِجُ ٱلْمَيِّتِ مِنَ ٱلْحَيِّ } النطفة من النسمة والدواب ويقال البيضة من الطير ويقال الحبة والنواة من السنبلة والثمار { ذٰلِكُمُ } الذي يفعل هذا هو { ٱللَّهُ } لا الآلهة تفعله { فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ } من أين تكذبون { فَالِقُ ٱلإِصْبَاحِ } خالق صبح النهار { وَجَعَلَ ٱلْلَّيْلَ سَكَناً } مسكناً للخلق { وَٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ } يعني خلق الشمس والقمر { حُسْبَاناً } منازلهما بالحساب ويقال معلقان بين السماء والأرض يدوران بالدوران { ذٰلِكَ تَقْدِيرُ ٱلْعَزِيزِ } يعني تدبير العزيز بالنقمة لمن لا يؤمن به { ٱلْعَلِيمِ } بتدبيره وبمن آمن به وبمن لا يؤمن به { وَهُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلنُّجُومَ لِتَهْتَدُواْ } لتعلموا { بِهَا } الطريق { فِي ظُلُمَاتِ ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ } وأهوالهما إذا سافرتم في بر أو بحر { قَدْ فَصَّلْنَا ٱلآيَاتِ } قد بينا القرآن وعلامات الوحدانية { لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } أنه من الله يعني المؤمنين المصدقين { وَهُوَ ٱلَّذِيۤ أَنشَأَكُم } خلقكم { مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ } من نفس آدم { فَمُسْتَقَرٌّ } في الأرحام { وَمُسْتَوْدَعٌ } في الأصلاب ويقال فمستقر في الأصلاب ومستودع في الأرحام { قَدْ فَصَّلْنَا } بينا { ٱلآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ } أمر الله وتوحيده { وَهُوَ ٱلَّذِيۤ أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً } مطراً { فَأَخْرَجْنَا بِهِ } فأنبتنا بالمطر { نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ } من الحبوب وغيرها { فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ } أي بالمطر من الأرض { خَضِراً } النبات الأخضر { نُّخْرِجُ مِنْهُ } من النبات الأخضر { حَبّاً مُّتَرَاكِباً } متراكباً في السنبل وغيره الزيتون { وَمِنَ ٱلنَّخْلِ مِن طَلْعِهَا } كُفُرَاها { قِنْوَانٌ } عذوق { دَانِيَةٌ } قريبة يناله القاعد والقائم { وَجَنَّاتٍ } بساتين { مِّنْ أَعْنَابٍ } من كروم { وَٱلزَّيْتُونَ } شجر الزيتون { وَٱلرُّمَّانَ } شجر الرمان { مُشْتَبِهاً } في اللون يعني الرمان { وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ } أي مختلف في الطعم { ٱنْظُرُوۤاْ إِلِىٰ ثَمَرِهِ إِذَآ أَثْمَرَ } انعقد { وَيَنْعِهِ } نضجه { إِنَّ فِي ذٰلِكُمْ } في اختلاف ألوانه { لآيَاتٍ } لعلامات { لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } يصدقون أنه من الله { وَجَعَلُواْ للَّهِ شُرَكَآءَ ٱلْجِنَّ } قالوا إن الله تعالى وإبليس أخوان شريكان الله خالق الناس والدواب والأنعام وإبليس خالق الحيات والعقارب والسباع وهي مقالة المجوس { وَخَلَقَهُمْ } خلقهم الله وأمرهم بالتوحيد { وَخَرَقُواْ لَهُ } وصفوا له { بَنِينَ } من البنين وهي مقالة اليهود والنصارى { وَبَنَاتٍ } من الملائكة والأصنام وهي مقالة مشركي العرب { بِغَيْرِ عِلْمٍ } بلا علم وحجة وبيان { سُبْحَانَهُ } نزه نفسه عن الولد الشريك { وَتَعَالَىٰ } تبرأ { عَمَّا يَصِفُونَ } من البنين والبنات.