{ وَلَيَعْلَمَنَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ }, صدقوا فثبتوا على الإِسلام عند البلاء، { وَلَيَعْلَمَنَّ ٱلْمُنَـٰفِقِينَ }، بترك الإِسلام عند نزول البلاء.
واختلفوا في نزول هذه الآية. قال مجاهد: نزلت في ناس كانوا يؤمنون بألسنتهم، فإذا أصابهم بلاءٌ من الناس أومصيبة في أنفسهم افتتنوا.
وقال عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنه: نزلت في الذين أخرجهم المشركون إلى بدر، وهم الذين نزلت فيهم:
{ { إِنَّ ٱلَّذِينَ تَوَفَّـٰهُمُ ٱلْمَلَـٰئِكَةُ ظَالِمِيۤ أَنفُسِهِمْ } [النساء: 97]. وقال قتادة: نزلت في القوم الذين ردهم المشركون إلى مكة.
وقال الشعبي: وهذه الآيات العشر من أول السورة إلى هاهنا مدنية، وباقي السورة مكية.
{ وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّبِعُواْ سَبِيلَنَا }، قال مجاهد: هذا من قول كفار مكة لمن آمن منهم. وقال الكلبي ومقاتل: قاله أبو سفيان لمن آمن من قريش "اتبعوا سبيلنا": ديننا وملة آبائنا ونحن الكفلاء بكل تبعة من الله تصيبكم، فذلك قوله: { وَلْنَحْمِلْ خَطَـٰيَـٰكُمْ } أوزاركم، قال الفرَّاء: لفظه أمر ومعناه جزاء، مجازه: إن اتبعتم سبيلنا حملنا خطاياكم، كقوله:
{ { فَلْيُلْقِهِ ٱلْيَمُّ بِٱلسَّاحِلِ } [طه: 39]، وقيل: هو جزم على الأمر، كأنهم أمروا أنفسهم بذلك، فأكذبهم الله عزّ وجلّ فقال: { وَمَا هُمْ بِحَـٰمِلِينَ مِنْ خَطَـٰيَـٰهُمْ مِّن شَىْءٍ إِنَّهُمْ لَكَـٰذِبُونَ }، فيما قالوا من حمل خطاياهم.