التفاسير

< >
عرض

تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَآءً لِّمَن كَانَ كُفِرَ
١٤
-القمر

الدر المصون

قوله: { بِأَعْيُنِنَا }: أي: مُلْتبسةً بحِفْظِنا وهو في المعنى كقولِه تعالى: { وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِيۤ } [طه: 39]. وقرأ زيد بن علي وأبو السَّمَّال "بأَعْيُنَّا" بالإِدغام.
قوله: { جَزَآءً } منصوبٌ على المفعولِ له ناصبُه "فَفَتْحْنا" وما بعده. وقيل: منصوب على المصدرِ: إمَّا بفعلٍ مقدرٍ، ي: جازَيْناهم جزاءً، وإمَّا على التجوُّزِ:/ بأنَّ معنى الأفعالِ المتقدِّمة: جازَيْناهم بها جزاءً.
قوله: { لِّمَن كَانَ كُفِرَ } العامَّةُ على "كُفِرَ" مبنياً للمفعول والمرادُ بـ مَنْ كُفِر نوحٌ عليه السلام، أو الباري تعالى. وقرأ مسلمة به محارب "كُفْر" بإسكان الفاء كقوله:

4161ـ لو عُصْرَ منه المِسْكُ والبانُ انعصَرْ

وقرأ يزيد بن رومان وعيسى وقتادة "كَفَر" مبنياً للفاعل. والمرادُ بـ "مَنْ" حينئذٍ قومُ نوحٍ. و "كُفِرَ" خبرُ كان. وفيه دليلُ على وقوع خبر كان ماضياً مِنْ غير "قد" وبعضُهم يقولُ: لا بُدَّ من "قَدْ" ظاهرةً أو مضمرةً. ويجوز أَنْ تكونَ "كان" مزيدةً. وضميرُ "تَرَكْناها" إمَّا للقصة. أو الفَعْلة، أو السفينة، وهو الظاهرُ.