التفاسير

< >
عرض

وَأَنَّا مِنَّا ٱلْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا ٱلْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَـٰئِكَ تَحَرَّوْاْ رَشَداً
١٤
-الجن

روح البيان في تفسير القرآن

{ وانا منا المسلمون } اى بعد استماع القرءآن { ومنا القاسطون } الجائرون عن طريق الحق الذى هو الايمان والطاعة فالقاسط الجائر لانه عادل عن الحق والمقسط العادل لانه عادل الى الحق يقال قسط اذا جاروأقسط اذا عدل وقد غلب هذا الاسم اى القاسط على فرقة معاوية ومنه الحديث خطابا لعلى رضى الله عنه (تقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين) فالناكثون اصحاب عائشة رضى الله عنها فانهم الذين نكثوا البيعة اى نقضوها واستنزلوا عائشة وساروا بها الى البصرة على جمل اسمه عسكر ولذا سميت الوقعة يوم الجمل والقاسطون اصحاب معاوية لانهم قسطوا اى جاروا حين حاربوا الامام الحق والواقعة تعرف بيوم صفين والمارقون الخوارج فانهم الذين مرقوا اى خرجوا من دين الله واستحلوا القتال مع خليفة رسول الله عليه السلام وهم عبد الله ابن وهب الراسى وحرقوص بن زهير البجلى المعروف بذى الثدية وتعرف تلك الواقعة بيوم النهروان هى من ارض العراق على اربعة فراسخ من بغداد { فمن اسلم } بس هركه كردن نهاد امر خدايرا همجنانجه ما كرده ايم قال سعدى المفتى يجوز أن يكون من كلام الجن ويجوز أن يكون مخاطبة من الله لرسوله ما فيما بعده من الآيات { فاولئك } اشارة الى من اسلم والجمع باعتبار المعنى { تحروا } التحرى فى الاصل طلب الآحرى والاليق قولا او فعلا اى طلبوا وقصدوا { رشدا } يقال رشد كنصر وفرح رشد او رشدا رشادا اهتدى كما فى القاموس اى اهتدآء الى طريق الحق والصواب يبلغهم على دار الثواب فتحرى الرشد مجاز عن ذلك بعلاقة السببية وبالفارسية قصد كرده انداره راست وازان بمقصد خواهندرسيد.
ودل على ان للجن ثوابا على اعمالهم لانه ذكر سبب الثواب وموجبه وقد سبق تحقيقه.