{ قَالَ } موسى { رَبِّ ٱغْفِرْ لِي } لما صنعت بأخي هارون { وَلأَخِي } هارون بما لم يناجزهم بالقتال { وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ } في جنتك { وَأَنتَ أَرْحَمُ ٱلرَّاحِمِينَ } بنا { إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ } عبدوا { ٱلْعِجْلَ } ومن اقتدى بهم { سَيَنَالُهُمْ } سيصيبهم { غَضَبٌ } سخط { مِّن رَّبِّهِمْ وَذِلَّةٌ } مذلة بالجزية { فِي ٱلْحَياةِ ٱلدُّنْيَا وَكَذَلِكَ } هكذا { نَجْزِي ٱلْمُفْتَرِينَ } الكاذبين على الله { وَٱلَّذِينَ عَمِلُواْ ٱلسَّيِّئَاتِ } في الشرك بالله { ثُمَّ تَابُواْ مِن بَعْدِهَا } بعد الشرك ويقال بعد السيئات { وَآمَنُوۤاْ } وحدوا وأقروا بالله { إِنَّ رَبَّكَ } يا موسى ويقال يا محمد { مِن بَعْدِهَا } من بعد التوبة والإيمان { لَغَفُورٌ } متجاوز { رَّحِيمٌ وَلَماَّ سَكَتَ } سكن { عَن مُّوسَى ٱلْغَضَبُ أَخَذَ ٱلأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا } فيما بقي منها ويقال فيما أعيد له في اللوحين { هُدًى } من الضلالة { وَرَحْمَةٌ } من العذاب { لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ } يخافون { وَٱخْتَارَ مُوسَىٰ قَوْمَهُ } من قومه { سَبْعِينَ رَجُلاً لِّمِيقَاتِنَا } لميعادنا. { فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ ٱلرَّجْفَةُ } الزلزلة بالهلاك يعني الموت { قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِّن قَبْلُ } من قبل هذا اليوم { وَإِيَّايَ } بقتلي القبطي { أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ ٱلسُّفَهَآءُ } الجهال { مِنَّآ } بعبادة العجل ظن موسى أنما أهلكهم بعبادة قومهم العجل { إِنْ هِيَ } ما هي { إِلاَّ فِتْنَتُكَ } بليتك { تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَآءُ وَتَهْدِي مَن تَشَآءُ } من الفتنة { أَنتَ وَلِيُّنَا } أولى بنا { فَٱغْفِرْ لَنَا وَٱرْحَمْنَا } ولا تعذبنا { وَأَنتَ خَيْرُ ٱلْغَافِرِينَ } المتجاوزين { وَٱكْتُبْ لَنَا } أوجب لنا { فِي هَـٰذِهِ ٱلدُّنْيَا حَسَنَةً } العلم والعبادة والعصمة من الذنوب { وَفِي ٱلآخِرَةِ } حسنة الجنة ونعيمها { إِنَّا هُدْنَـآ إِلَيْكَ } تبنا إليك ويقال أقبلنا إليك { قَالَ } الله { عَذَابِيۤ أُصِيبُ بِهِ } أخص به { مَنْ أَشَآءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ } من البر والفاجر فتطاول لها إبليس فقال أنا من الأشياء فأخرجه الله منها فقال { فَسَأَكْتُبُهَا } سأوجهها { لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ } الكفر والشرك والفواحش { وَيُؤْتُونَ ٱلزَّكَـاةَ } يعطون زكاة أموالهم { وَٱلَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا } بكتابنا ورسولنا { يُؤْمِنُونَ } فتطاول لها أهل الكتاب فقالوا نحن أهل التقوى والكتاب فأخرجهم الله منها وبين لمن الرحمة.