التفاسير

< >
عرض

إِذْ يَتَلَقَّى ٱلْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ ٱلْيَمِينِ وَعَنِ ٱلشِّمَالِ قَعِيدٌ
١٧

لطائف الإشارات

خوَّفَهم بشهود الملائكة وحضور الحَفَظَة، وبكتابتهم عليهم أعمالَهم، فهما قَعيدا كلِّ أحدٍ: ويقال: إذا كان العبدُ قاعداً فواحدٌ عن يمينه يكتب خيراته، وواحدٌ على يساره يكتب معاصيه، وإذا قام فواحدٌ عند رأسِه وواحد عند قَدَمِه، وإذا كان ماشياً فواحدٌ قائم بين يديه وآخرُ خَلْفَه.
ويقال: هما اثنان بالليل لكلِّ واحدٍ، واثنان بالنهار.
ويقال: بل الذي يكتب الخيراتِ اليومَ يكون غيره غداً، وأمَّا الذي يكتب الشر والمعصية بالأمس فإنه يكون كاتباً للطاعة غداً حتى يشهد طاعتك.
ويقال: بل الذي يكتب المعصية اثنان؛ كل يوم اثنان آخران وكل ليلةٍ اثنان آخران لئلا يُعْلَمَ من مساويك إلا القليل منها، ويكون عِلْمُ المعاصي متفرقاً بهم.