التفاسير

< >
عرض

أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ ٱلْعَذَابِ أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي ٱلنَّارِ
١٩
-الزمر

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ } لم يقل حقت لان تأنيث الفاعل مجازى وهو ظاهر لا ضمير وللفصل و (حق) بمعنى وجب وتقرر و (كلمة العذاب) ما سبق في علم الله من أنه من أهل النار. قاله ابن عباس؛ وقيل: كلمة العذاب { { لأملأن جهنم منك وممن تبعك } وقيل: قوله (هؤلاء في النار ولا أبالي) والهمزة من جملة مدخولة الفاء وقدمت لتمام الصدر والفاء للعطف أو للاستئناف وذلك مذهب سيبويه والجمهور في الهمزة ومذهب الزمخشرى وغيره أن الهمزة محذوفة معطوف عليها بالفاء أي (أنت مالك أمرهم) ومن شرطية والفاء في قوله.
{ أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِى النَّارِ } رابطة لجواب الشرط والهمزة قبلها زائدة لتوكيد الأولى وأصلها بعد الفاء و (من في النار) هو (من حق عليه كلمة العذاب) وأعاده ظاهراً للتوكيد والذم وللدلالة على أن من حكم عليه بالعذاب كالواقع فيه لتحقق وقوعه ولو أضمر على الأصل وقال (أفأنت تنقذه) لفات ذلك وفات الاعلام لأن اجتهاده صلى الله عليه وسلم في دعائه الى الايمان سعى في انقاذهم من النار ويجوز تقدير متعلق (في النار) مستقبلاً أي من يدخل أو يثبت فى النار أو شبه استحقاقهم العذاب وهم في الدنيا وفعل موجبه بدخول النار واجتهاده في الدعاء بانقاذهم من النار ويجوز أن يكون (أفأنت) مقدماً في النار ففيها دليل على الجواب أي (أفأنت تحصله) وعلى كل ففائدة (أفأنت تنقذ) الخ. مع ما مر أن الله هو الذي يقدر على الانقاذ أى الاخراج والتنجية لا يقدر غيره فلا تقدر على تحصيل الايمان له.
وعن ابن عباس: المراد أبو لهب وولده.