{ وَأَتِمُّواْ ٱلْحَجَّ وَٱلْعُمْرَةَ لِلَّهِ } لتقبل الله بالإخلاص وإتمام الحج إلى آخره وإتمام العمرة إلى البيت { فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ } حبستم عن الحج والعمرة من عدو أو مرض { فَمَا ٱسْتَيْسَرَ مِنَ ٱلْهَدْيِ } فعليكم ما استيسر من الهدي شاة أو بقرة أو بعير لترك الحرم { وَلاَ تَحْلِقُواْ رُؤُوسَكُمْ } في الحبس { حَتَّىٰ يَبْلُغَ ٱلْهَدْيُ } الذي تبعثون به { مَحِلَّهُ } منحره { فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً } لا يستطيع أن يقوم مقامه في الحبس فيرجع إلى بيته قبل أن يبلغ هديه إلى محله { أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ } أو في رأسه قمل يحلق رأسه نزلت في كعب بن عجرة وكان في رأسه قمل فحلق في الحرم { فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ } ففداؤه صيام ثلاثة أيام { أَوْ صَدَقَةٍ } على ستة مساكين من أهل مكة { أَوْ نُسُكٍ } شاة يبعث بها إلى محله { فَإِذَآ أَمِنتُمْْ } من العدو وبرأتم من المرض فاقضوا ما أوجب الله عليكم من حج أو عمرة من العام القابل { فَمَن تَمَتَّعَ } بالطيب وباللباس { بِٱلْعُمْرَةِ } بعد قضاء العمرة { إِلَى ٱلْحَجِّ } إلى أن يحرم بالحج { فَمَا ٱسْتَيْسَرَ مِنَ ٱلْهَدْيِ } فعليه دم المتعة ودم القرآن والمتعة سواء بقرة أو شاة أو بعير { فَمَن لَّمْ يَجِدْ } فمن لم يستطع أن يفعل من هذه الثلاثة شيئاً { فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ } فليصم ثلاثة أيام متتابعات { فِي ٱلْحَجِّ } في عشر الحج آخرها يوم عرفة { وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ } إلى أهاليكم في الطريق أو في أهاليكم { تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ } مكان الهدي { ذٰلِكَ } يعني دم المتعة { لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ } لمن لم يكن أهله ومنزله في الحرم لأنه ليس على أهل الحرم هدي التمتع { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ } اخشوا الله في ترك ما أمرتم { وَٱعْلَمُواْ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ } لمن ترك ما أمر من هدي أو صوم { ٱلْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ } للحج أشهر معروفات يحرم فيها بالحج شوال وذي القعدة وعشر من ذي الحجة { فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ ٱلْحَجَّ } فمن أحرم فيهن بالحج { فَلا رَفَثَ } فلا جماع في الإحرام { وَلاَ فُسُوقَ } الأسباب ولا منابز { وَلاَ جِدَالَ } لامرىء مع صاحبه { فِي ٱلْحَجِّ } في إحرام الحج ويقال لا جدال في فرضية الحج { وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ } ما تتركوا من رفث وفسوق وجدال في الحرم { يَعْلَمْهُ ٱللَّهُ وَتَزَوَّدُواْ } يا أولي الألباب من زاد الدنيا مقدم ومؤخر يقول تزودوا من الدنيا ما تكفون به وجوهكم عن المسألة يا ذوي العقول من الناس وإلا توكلوا على الله { فَإِنَّ خَيْرَ ٱلزَّادِ ٱلتَّقْوَىٰ } فإن التوكل خير زاد من زاد الدنيا { وَٱتَّقُونِ } اخشوني في الحرم { يٰأُوْلِي ٱلأَلْبَابِ } نزلت هذه الآية في أناس من أهل اليمن كانوا يحجون بغير زاد فيصيبون في الطريق من أهل المنزل ظلماً نهاهم الله عن ذلك { لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ } حرج { أَن تَبْتَغُواْ } تطلبوا { فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ } بالتجارة في الحرم نزلت في أناس كانوا لا يرون البيع والشراء في الحرم فرخص الله لهم ذلك { فَإِذَآ أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ } فإذا رجعتم من عرفات إلى المشعر الحرام { فَٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ } بالقلب واللسان { عِندَ ٱلْمَشْعَرِ ٱلْحَرَامِ وَٱذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ } على ما هداكم { وَإِن كُنتُم } وقد كنتم { مِّن قَبْلِهِ } من قبل محمد صلى الله عليه وسلم والقرآن والإسلام { لَمِنَ ٱلضَّآلِّينَ } الكافرين.