وبإسناده عن ابن عباس في قوله تعالى { ٱلْحَمْدُ للَّهِ } يقول الشكر والألوهية لله { ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَاوَاتِ } في يومين يوم الأحد ويوم الاثنين { وَٱلأَرْضَ } في يومين يوم الثلاثاء والأربعاء { وَجَعَلَ ٱلظُّلُمَاتِ وَٱلنُّورَ } خلق الكفر والإيمان أو الليل والنهار { ثْمَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } كفار مكة { بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ } به الأصنام { هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن طِينٍ } من آدم وآدم من طين { ثُمَّ قَضَىۤ أَجَلاً } خلق الدنيا وجعل أجلها إلى الفناء وخلق الخلق وجعل آجالهم إلى الموت { وَأَجَلٌ مُّسَمًّى عِندَهُ } أجل الآخرة معلوم عند الله بلا موت ولا فناء { ثُمَّ أَنتُمْ } يا أهل مكة { تَمْتَرُونَ } تشكون بالله والبعث بعد الموت { وَهُوَ ٱللَّهُ فِي ٱلسَّمَاوَاتِ } وهو إله من في السموات { وَفِي ٱلأَرْضِ } وإله من في الأرض { يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ } يقول يعلم السر والعلانية منكم { وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ } ما تعملون من الخير والشر { وَمَا تَأْتِيهِم } يعني أهل مكة { مِّنْ آيَةٍ مِّنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ } مثل انكساف الشمس وانشقاق القمر والنجوم { إِلاَّ كَانُواْ عَنْهَا } عن الآية { مُعْرِضِينَ } مكذبين بها { فَقَدْ كَذَّبُواْ } يعني أهل مكة { بِٱلْحَقِّ } بالقرآن والآية { لَمَّا جَآءَهُمْ } محمد صلى الله عليه وسلم بهما { فَسَوْفَ } وهذا وعيد لهم { يَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ } خبر استهزائهم وعقوبة استهزائهم يوم بدر ويوم أحد ويوم الأحزاب { أَلَمْ يَرَوْاْ } ألم يخبر أهل مكة في القرآن { كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ } من الأمم الخالية { مَّكَّنَّاهُمْ } ملكناهم وأمهلناهم { فِي ٱلأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ } ما لم نملككم ونمهلكم يا أهل مكة { وَأَرْسَلْنَا ٱلسَّمَآءَ عَلَيْهِم مَّدْرَاراً } مطراً دائماً دريراً كلما احتاجوا إليه { وَجَعَلْنَا ٱلأَنْهَارَ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمْ } من تحت بساتينهم وزروعهم وشجرهم { فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ } بتكذيبهم الأنبياء { وَأَنْشَأْنَا } خلقنا { مِن بَعْدِهِمْ قَرْناً } قوماً { آخَرِينَ } خيراً منهم.