التفاسير

< >
عرض

وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً
٢٠
-الإنسان

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ } لا مفعول لرأيت المذكور نزل منزلة اللام لا مفعول له ظاهر ولا مقدر. قيل لانه عام اي ان بصرك اينما وقع ومتى وجدت منه الرؤية ونسبه ابن هشام للمتقين ويحتمل أن له مفعولا حذف لعدم تعلق الغرض به أو للتعميم وثم ظرف البعيد لا تتصرف.
قال ابن هشام ولذا غلط من أعربه مفعولا لرأيت وزعم بعض وهو الفراء أن مفعول رأيت موصول وثم صلته اي ما ثم وفيه انه لا يحذف الموصول وتبقى الصلة. قال بعض الا ان ذكر مثله، قال ابن هشام قيل مفعوله موصول محذوف اي ما ثم قبل ومثله لقد تقطع بينكم اي ما بينكم، هذا فراق بيني وبينكم اي ما بيني وبينكم ويرده خفض بينك وان الموصول وصلته كالكلمة الواحدة لا يحذف احدهما. وقيل ثم مفعوله ورد بان ثم لا يستعمل الا ظرفا او مجرورا بمن أو إلى انتهى.
*{ رَأَيْتَ نَعِيماً } عظيما لا يوصف عظمه *{ وَمُلْكاً كَبِيراً } واسعا لا غاية له قال بعض وهو مشكل فإنه له غاية لكن دوامة وازدياد نعمه وتجددها لا غاية لها ولعل هذه هو المراد، وفي الحديث ادنى أهل الجنة منزلة ينظر في ملكه مسيرة الف عام يرى اقصاه كما يرى ادناه وعن أبي سعيد عنه صلى الله عليه وسلم أدناهم له ثمانون ألف خادم واثنتان وسبعون زوجه وتنصب له قبة لؤلؤ وزبرجد وياقوت كما بين الجابية الى صنعاء.
وقال سفيان الملك الكبير هو استئذان الملائكة وتسليمهم عليهم وتعظيمهم لهم وقيل الذي لا زوال له وقال محمد بن علي الترمذي ملك التكوين إذا أرادوا شيئا كان والتحقيق ان المراد ذلك وغيره.