التفاسير

< >
عرض

مُتَّكِئِينَ عَلَىٰ سُرُرٍ مَّصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ
٢٠
-الطور

روح المعاني

{ مُتَّكِئِينَ } نصب على الحال قال أبو البقاء: من الضمير في { { كُلُواْ } [الطور: 19] أو في { { وَقَاهُمْ } [الطور: 18] أو في { ءاتَـٰهُمُ } أو في { فَـٰكِهِينَ } أو في الظرف يعني { { فِي جَنَّـٰتِ } [الطور: 17]، واستظهر أبو حيان الأخير { عَلَىٰ سُرُرٍ } جمع سرير معروف، ويجمع على أسرّة وهو من السرور إذ كان لأولي النعمة، وتسمية سرير الميت به للتفاؤل بالسرور الذي يلحق الميت برجوعه إلى جوار الله تعالى وخلاصه من سجن الدنيا. وقرأ أبو السمال (سرر) بفتح الراء وهي لغة لكلب في المضعف فراراً من توالي ضمتين مع التضعيف./ { مَصْفُوفَةٌ } مجعولة على صف وخط مستو.

{ وَزَوَّجْنَـٰهُم بِحُورٍ عِينٍ } أي قرناهم بهن ـ قاله الراغب ـ ثم قال: ولم يجىء في القرآن زوجناهم حوراً كما يقال زوجته امرأة تنبيهاً على أن ذلك لا يكون على حسب المتعارف فيما بيننا من المناكحة، وقال الفراء: تزوجت بامرأة لغة أزد شنوءة، والمشهور أن التزوج متعد إلى مفعول واحد بنفسه والتزويج متعد بنفسه إلى مفعولين، وقيل: فيما هنا: إن الباء لتضمين الفعل معنى القران أو الإلصاق، واعترض بأنه يقتضي معنى التزويج بالعقد وهو لا يناسب المقام إذ العقد لا يكون في الجنة لأنها ليست دار تكليف أو أنها للسببية والتزويج ليس بمعنى الإنكاح بل بمعنى تصييرهم زوجين زوجين أي صيرناهم كذلك بسبب حور عين. وقرأ عكرمة (بحور عين) على إضافة الموصوف إلى صفته بالتأويل المشهور.