التفاسير

< >
عرض

لاَّ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ يُوَآدُّونَ مَنْ حَآدَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوۤاْ آبَآءَهُمْ أَوْ أَبْنَآءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَـٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ أُوْلَـٰئِكَ حِزْبُ ٱللَّهِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ
٢٢
-المجادلة

مقاتل بن سليمان

وقوله: { لاَّ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ } يعني يصدقون بالله أنه واحد لا شريك له، ويصدقون بالبعث الذي فيه جزاء الأعمال { يُوَآدُّونَ مَنْ حَآدَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ } يعني يناصحون من عادى الله ورسوله، نزلت في حاطب بن أبي بلتعة العلمي حين كتب إلى أهل مكة، { وَلَوْ كَانُوۤاْ آبَآءَهُمْ أَوْ أَبْنَآءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَـٰئِكَ } الذين لم يفعلوا ذلك { كَتَبَ } يقول جعل { فِي قُلُوبِهِمُ ٱلإِيمَانَ } يعني التصديق نظيرها في آل عمران: { فَٱكْتُبْنَا مَعَ ٱلشَّاهِدِينَ } [الآية: 53] يعني فاجعلنا مع الشاهدين، وقال أيضاً في الأعراف: { فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ } [الآية: 156] يعني فسأجعلها { وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِّنْهُ } يقول قولهم برحمة من الله عجلت لهم في الدنيا { وَيُدْخِلُهُمْ } في الآخرة { جَنَّاتٍ } يعني بساتين { تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ } مطردة { خَالِدِينَ فِيهَا } يعني مقيمن في الجنة لا يموتون { رَضِيَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ } بأعمالهم الحسنة { وَرَضُواْ عَنْهُ } يعني عن الله بالثواب والفوز { أُوْلَـٰئِكَ } الذين ذكر { حِزْبُ ٱللَّهِ } يعني شيعة الله { أَلاَ إِنَّ حِزْبَ ٱللَّهِ } يعني الا أن شيعة الله { هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ } [آية: 22] يعني الفائزين.