{ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بمحمد عليه الصلاة والسلام والقرآن { وَهَاجَرُواْ } من مكة إلى المدينة { وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ } في طاعة الله { بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ } بنفقة أموالهم وبخروج أنفسهم { أَعْظَمُ دَرَجَةً } فضيلة { عِندَ ٱللَّهِ } من غيرهم { وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَائِزُونَ } فازوا بالجنة ونجوا من النار { يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ } بنجاة { مِّنْهُ } من الله من العذاب { وَرِضْوَانٍ } برضا ربهم عنهم { وَجَنَّاتٍ } بجنات { لَّهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُّقِيمٌ } دائم لا ينقطع { خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً } لا يموتون ولا يخرجون { إِنَّ ٱللَّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ } ثواب وافر لمن آمن به { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُوۤاْ آبَآءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ } الذين بمكة من الكفار { أَوْلِيَآءَ } في الدين { إِنِ ٱسْتَحَبُّواْ ٱلْكُفْرَ عَلَى ٱلإِيمَانِ } اختاروا الكفر على الإيمان { وَمَن يَتَوَلَّهُمْ مِّنكُمْ } في الدين { فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلظَّالِمُونَ } الكافرون مثلهم ويقال { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُوۤاْ آبَآءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ } من المؤمنين الذين بمكة الذين منعوكم عن الهجرة { أَوْلِيَآءَ } في العون والنصرة { إِنِ ٱسْتَحَبُّواْ ٱلْكُفْرَ } اختاروا دار الكفر يعني مكة { عَلَى ٱلإِيمَانِ } على دار الإسلام يعني المدينة { وَمَن يَتَوَلَّهُمْ مِّنكُمْ } في العون والنصرة { فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلظَّالِمُونَ } الضارون بأنفسهم { قُلْ } يا محمد { إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ } قومكم الذين هم بمكة { وَأَمْوَالٌ ٱقْتَرَفْتُمُوهَا } اكتسبتموها { وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا } أن لا تنفق بالمدينة { وَمَسَاكِنُ } منازل { تَرْضَوْنَهَآ } تشتهون الجلوس فيها { أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِّنَ ٱللَّهِ } من طاعة الله { وَرَسُولِهِ } ومن الهجرة إلى رسوله { وَجِهَادٍ } ومن جهاد { فِي سَبِيلِهِ } في طاعته { فَتَرَبَّصُواْ } فانتظروا { حَتَّىٰ يَأْتِيَ ٱللَّهُ بِأَمْرِهِ } بعذابه يعني القتل يوم فتح مكة ثم هاجروا بعد ذلك { وَٱللَّهُ لاَ يَهْدِي } لا يرشد إلى دينه { ٱلْقَوْمَ ٱلْفَاسِقِينَ } الكافرين من لم يكن أهلاً لدينه { لَقَدْ نَصَرَكُمُ ٱللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ } في مشاهد كثيرة عند القتال { وَيَوْمَ حُنَيْنٍ } خاصة وهو واد بين مكة والطائف { إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ } كثرة جموعكم وكانوا عشرة آلاف رجل { فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ } كثرتكم من الهزيمة { شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ ٱلأَرْضُ } من الخوف { بِمَا رَحُبَتْ } بسعتها { ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ } منهزمين من العدو وكان عددهم أربعة آلاف رجل { ثُمَّ أَنَزلَ ٱللَّهُ سَكِينَتَهُ } طمأنينته { عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُوداً } من السماء { لَّمْ تَرَوْهَا } يعني الملائكة بالنصرة لكم { وَعذَّبَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } بالقتل والهزيمة يعني قوم مالك بن عوف الدهماني وقوم كنانة ابن عبد ياليل الثقفي { وَذٰلِكَ جَزَآءُ ٱلْكَافِرِينَ } في الدنيا.