{ ٱللَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْحَيُّ } الذي لا يموت { ٱلْقَيُّومُ } القائم الذي لا بدء له { لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ } نعاس { وَلاَ نَوْمٌ } ثقيل فيشغله عن تدبيره وأمره { لَّهُ مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ } من الملائكة { وَمَا فِي ٱلأَرْضِ } من الخلق { مَن ذَا ٱلَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ } من أهل السموات والأرض يوم القيامة { إِلاَّ بِإِذْنِهِ } بأمره { يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ } بين أيدي الملائكة من أمر الآخرة لمن تكون الشفاعة { وَمَا خَلْفَهُمْ } من أمر الدنيا { وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَآءَ } يقول لا تعلم الملائكة شيئاً من أمر الدنيا والآخرة إلا ما علمهم الله { وَسِعَ كُرْسِيُّهُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ } يقول كرسيه أوسع من السموات والأرض { وَلاَ يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا } لا يثقل عليه حفظ العرش والكرسي بغير الملائكة { وَهُوَ ٱلْعَلِيُّ } أعلى من كل شيء { ٱلْعَظِيمُ } أعظم من كل شيء { لاَ إِكْرَاهَ فِي ٱلدِّينِ } لا يكره أحد على التوحيد من أهل الكتاب والمجوس بعد إسلام العرب { قَد تَّبَيَّنَ ٱلرُّشْدُ مِنَ ٱلْغَيِّ } الإيمان من الكفر والحق من الباطل ثم نزلت في منذر بن ساوي التميمي { فَمَنْ يَكْفُرْ بِٱلطَّاغُوتِ } بأمر الشيطان وعبادة الأصنام { وَيْؤْمِن بِٱللَّهِ } وبما جاء منه { فَقَدِ ٱسْتَمْسَكَ بِٱلْعُرْوَةِ ٱلْوُثْقَىٰ } فقد أخذ بالثقة بلا إله إلا الله { لاَ ٱنفِصَامَ لَهَا } لا انقطاع ولا زوال ولا هلاك ويقال لا انقطاع لصاحبها عن نعيم الجنة ولا زوال عن الجنة ولا هلاك بالبقاء في النار { وَٱللَّهُ سَمِيعٌ } لهذه المقالة { عَلِيمٌ } بثوابها ونعيمها { ٱللَّهُ وَلِيُّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } حافظ وناصر الذين آمنوا يعني عبد الله بن سلام وأصحابه { يُخْرِجُهُمْ مِّنَ ٱلظُّلُمَاتِ إِلَى ٱلنُّورِ } فقد أخرجهم ووفقهم حتى خرجوا من الكفر إلى الإيمان { وَٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ } يعني كعب بن الأشرف وأصحابه { أَوْلِيَآؤُهُمُ ٱلطَّاغُوتُ } الشيطان.
{ يُخْرِجُونَهُمْ مِّنَ ٱلنُّورِ إِلَى ٱلظُّلُمَاتِ } يدعونهم من الإيمان إلى الكفر { أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ } أهل النار { هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } لا يموتون ولا يخرجون منها أبداً { أَلَمْ تَرَ } ألم تخبر { إِلَى ٱلَّذِي } عن الذي { حَآجَّ } خاصم { إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ } في دين ربه { أَنْ آتَاهُ ٱللَّهُ ٱلْمُلْكَ } أعطاه وهو نمرود بن كنعان { إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ ٱلَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ } يحيي البعث ويميت الدنيا { قَالَ أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ } له ائتني ببيان ذلك قال فأتي برجلين من السجن فقتل واحداً وترك واحداً وقال هذا بيان ذلك قال إبراهيم { فَإِنَّ ٱللَّهَ يَأْتِي بِٱلشَّمْسِ مِنَ ٱلْمَشْرِقِ } من نحو المشرق { فَأْتِ بِهَا مِنَ ٱلْمَغْرِبِ } من نحو المغرب { فَبُهِتَ ٱلَّذِي كَفَرَ } خصم وقصم الذي كفر أي سكت بغير الحجة { وَٱللَّهُ لاَ يَهْدِي } إلى الحجة { ٱلْقَوْمَ ٱلظَّالِمِينَ } الكافرين يعني نمرود.