قوله تعالى: { أَفَمَنْ يَتَّقِي بوجهه سُوءَ العذاب } أي: شِدَّتَه. قال الزجاج: جوابه محذوف، تقديره: كَمَنْ يدخُل الجنة؟ وجاء في التفسير أن الكافر يُلقى في النار مغلولاً، ولا يتهيَّأ له أن يتَّقيَها إلاّ بوجه.
ثم أخبر عمّا يقول الخَزَنة للكفار بقوله { وقيل للظالِمِين } يعني الكافرين { ذُوقوا ما كنتم تَكْسِبونَ } أي: جزاء كَسْبِكم.
قوله تعالى: { كذَّب الذين مِنْ قَبْلهم } أي: من قبْل كفار مكة { فأتاهم العذاب من حيث لا يَشْعُرون } أي: وهم آمنون غافلون عن العذاب، { فأذاقهم اللهُ الخِزْيَ } يعني الهوان والعذاب، { ولَعذابُ الآخرة أكبرُ } ممّا أصابهم في الدنيا { لو كانوا يَعْلَمونَ }، ولكنهم لا يعلمون ذلك.
{ ولقد ضَرَبْنا للناس في هذا القرآن } أي: وَصَفْنا لهم { مِنْ كُلِّ مَثَلٍ } أي: من كل شبه يشبه أحوالهم.
قوله تعالى: { قُرآناً عربياً } قال الزجاج: "عربياً" منصوب على الحال، المعنى: ضربنا للناس في هذا القرآن في حال عربيَّته وبيانه، فذكر { قرآنا } توكيداً، كما تقول جاءني زيد رجلاً صالحاً. وجاءني عمرو إِنساناً عاقلاً، فذكر رجلاً وإنساناً توكيداً.
قوله تعالى: { غَيْرَ ذي عِوَجٍ } روى ابن أبي طلحة عن ابن عباس قال: غير مخلوق. وقال غيره: مستقيم غير مختلف.