التفاسير

< >
عرض

قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَّكُمْ لَوْلاَ تُسَبِّحُونَ
٢٨
-القلم

تيسير التفسير

{ قال أوْسَطُهُمْ } أحسنهم عقلاً ورأْيا وديانة، وقيل سناً، وقد قال لهم توبوا إِلى ربكم من نية منع المساكين وامضوا إِلى صرمه وإِعطاء المساكين منها وعصوه وذهب معهم. { أَلمْ أقُل لَّكُم لوْلاَ } تحضيض. { تُسَبحُون } تذكرون الله وتتوبون إِليه من نية منعكم لئلا تعاقبوا دنيا وأُخرى، والتسبيح على نية التوبة توبة واعتراف، وقيل التسبيح الاستثناء بأَن يقولوا إِن شاء الله، نزهوا الله عن أن يكن غير ما لم يرد كونه، وكان فى شرعهم سبحان الله مثل إِن شاء الله فى شرعنا وشرع من قبلنا شرع لنا ما لم ينسخ، حتى أن بعض الحنفية قالوا لو قال زوجه طالق سبحان الله كان استثناء ولم يقع طلاق كذا العتق، والحق أن الطلاق والإِعتاق يقعان ولا يفسخهما الاستثناء، وأما غيرهما فلا نحتاج فيه إِلى شرع من قبلنا بل نحتاج إِلى النية، فإِذا نوى بقوله سبحان الله الاستثناء صح، وقيل تسبحون معناه تستغفرون عبر به عنه لأَن التنزيه تعظيم له عن أن يعصى بذنب وقيل تذكرون الله تعالى شكراً للنعمة.