خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

هَـٰذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِٱلْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
٢٩
-الجاثية

خواطر محمد متولي الشعراوي

قوله: { هَـٰذَا كِتَابُنَا .. } [الجاثية: 29] أي: كتاب الأعمال { يَنطِقُ عَلَيْكُم بِٱلْحَقِّ .. } [الجاثية: 29] معلوم أن النطق يكون باللسان لأنه وسيلة البيان الأولى، واللسان هنا لسان الحال مع أن الكتاب في الواقع يُقرأ ولا يَنْطِق، لكن هذا الكتاب لشدة إظهاره للحق كأنه ينطق ويشهد على صاحبه.
{ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } [الجاثية: 29] معنى نستنسخ نثبت، أن نأخذ منه نسخة أخرى نعطيها لصاحب الكتاب ليقرأها وليطلع على ما قدّم في دنياه.
كما نقول مثلاً: أصل وصورة، فنعطيه صورة من كتابه ومن أعماله لتكونَ حجة عليه.
ومن معاني النسخ الإثبات الذي لا يترك شيئاً، ولا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، قال تعالى:
{ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوۤءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدَاً بَعِيداً .. } [آل عمران: 30] وقال: { مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } [ق: 18].