{ إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ } أي تستوجب إثمي وإثمك { فَتَكُونَ مِنْ
أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ }. وقال بعضهم: إني أريد أن تبوء بإثمي إن
قتلتني، وإثمك الذي مضى من قبل قتلي.
قوله: { فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ }. قال مجاهد: فشجعته نفسه. وقال
غيره: فزَيَّنت له نفسه قتل أخيه فقتله. { فَأَصْبَحَ مِنَ الخَاسِرِينَ }، قال الحسن:
الذين خسروا الجنة.
{ فَبَعَثَ اللهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ: يَا وَيْلَتَا
أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي } قال الحسن: بعث الله غرابين
فقتل أحدهما صاحبه، ثم جعل يحثي عليه التراب وابن آدم ينظر فقال: يا ويلتا
أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوءة أخي.
ذكر بعضهم قال: كانا غرابين فقتل أحدهما الآخر فجعل الحي يحثي على
الميت، وذلك بعين ابن آدم. قال الكلبي: وكان قتله عشية، وغدا إليه غدوة لينظر ما
فعل فإذا هو بغراب حي يحثي التراب على غراب ميت، فقال: يا ويلتا أعجزت أن
أكون مثل هذا الغراب فأواري سوءة أخي كما يواري هذا الغراب سوءة أخيه فدعا
بالويل { فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ }.
ذكروا عن السدي أنه قال: ثلاثة لا يقبل الله منهم توبة أبداً: إبليس، وابن آدم
الذي قتل أخاه، رأس الخطيئة، ومن قتل نبيّاً.