{ وهو الذي ينزِّل الغيث } يعني: المطر وقت الحاجة { مِنْ بَعْدِ ما قَنَطوا } أي: يئسوا، وذلك أدعى لهم إلى شكر مُنزله { ويَنْشُر رحمتَه } في الرحمة هاهنا قولان.
أحدهما: المطر، قاله مقاتل.
والثاني: الشمس بعد المطر، حكاه أبو سليمان الدمشقي. وقد ذكرنا "الوليَ" في سورة [النساء: 45] و"الحميد" في [البقرة: 267].
قوله تعالى: { وما أصابكم من مصيبة } وهو ما يلحق المؤمن من مكروهٍ { فبما كسَبَتْ أيديكم } من المعاصي. وقرأ نافع، وابن عامر: "بما كسَبَتْ أيديكم" بغير فاء وكذلك [هي] في مصاحف أهل المدينة والشام { ويعفوا عن كثير } من السَّيّئات فلا يُعاقِبُ بها. وقيل لأبي سليمان الداراني: ما بال العقلاء أزالوا اللَّوم عمَّن أساء إليهم؟ قال: إنهم علموا أن الله تعالى إنما ابتلاهم بذنوبهم، وقرأ هذه الآية.
قوله تعالى: { وما أنتم بُمْعِجِزين في الأرض } إن أراد الله عقوبتكم، وهذا يدخل فيه الكفار والعصاة كلُّهم.