خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ ٱلْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَٱلصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَاْ أَخْبَارَكُمْ
٣١
-محمد

روح البيان في تفسير القرآن

{ ولنبلونكم } بالامر بالقتال ونحوه من التكاليف الشاقة اعلاما لا استعلاما او نعاملكم معاملة المختبر ليكون ابلغ فى اظهار العذاب { حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين } على مشاق الجهاد علما فعليا يتعلق به الجزاء وقد سبق تحقيق المقام بما لا مزيد عليه من الكلام { ونبلوا أخباركم } الاخبار بمعنى المخبر بها اى ما يخبر به عن اعمالكم فيظهر حسنها وقبحها لان الخبر على حسب المخبر عنه ان حسنا فحسن وان قبيحا فقبيح ففيه اشارة الى ان بلاء الاخبار كناية عن بلاء الاعمال (قال الكاشفى) تامى ازماييم خبرها شماراكه ميكوييد درايمان يعنى تاصدق وكذب آن همه را آشكارا شود.
وكان الفضيلرحمه الله اذا قرأ هذه الآية بكى وقال اللهم لا تبلنا فانك ان بلوتنا هتكت استارنا وفضحتنا وفيه اشارة الى انه بنار البلاء يخلص ابريز الولاء قيل البلاء للولاء كاللهب للذهب فان بالابتلاء والامتحان تبين جواهر الرجال فيظهر المخلص ويفتضح المنافق وعند الامتحان يكرم الرجل او يهان والله تعالى علم بخصائص جواهر الانسان من الازل الى الابد لانه خلقها على اوصافها من السعادة والشقاوة الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير وبتغير أحوال الجواهر فى الازمان المختلفة لا يتغير علم الله فانه تعالى يراهم فى حالة واحدة وتغيرات الاحوال كلها كما هى بحيث لا يشغله حالة عن حالة وانما يبلو للاعلام والكشف عن حقيقة الحال.
قال بعض الكبار العارفون يعرفون بالابصار ما تعرفه الناس بالبصائر ويعرفون بالبصائر ما لم يدرك احد فى النادر ومع ذلك فلا يأمنون على نفوسهم من نفوسهم فكيف يأمنون على نفوسهم من مقدورات ربهم مما يقطع الظهور. وكان الشيخ عبد القادر الجيلى قدس سره يقول اعطانى الله تعالى ثلاثين عهدا وميثاقا ان لا يمكر بى فقيل له فهل امنت مكره بعد ذلك فقال حالى بعد ذلك كحالى قبل العهد والله عزيز حكيم فاذا كان حال العارف الواقف هكذا فما حال الجاهل الغافل فلا بد من اليقظة.
بر غفلت سياه دلان خنده مى زند غافل مشو زخنده دندان نماى صبح