{ إِلاَّ ٱلَّذِينَ تَابُواْ } من الكفر والشرك { مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُواْ عَلَيْهِمْ } بالأخذ { فَٱعْلَمُواْ أَنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ } متجاوز { رَّحِيمٌ } لمن تاب { يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بمحمد والقرآن { ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ } فيما أمركم { وَٱبْتَغُوۤاْ إِلَيهِ ٱلْوَسِيلَةَ } الدرجة الرفيعة ويقال اطلبوا إليه القرب في الدرجات بالأعمال الصالحة { وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ } في طاعته { لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } لكي تنجوا من السخطة والعذاب وتأمنوا { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } بمحمد والقرآن { لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَّا فِي ٱلأَرْضِ } من الأموال { جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ } ضعفه معه { لِيَفْتَدُواْ بِهِ } ليفادوا به أنفسهم { مِنْ عَذَابِ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ } الفداء { وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } وجيع { يُرِيدُونَ أَن يَخْرُجُواْ مِنَ ٱلنَّارِ } بتحويل حال إلى حال { وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنْهَا } من النار { وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ } دائم لا ينقطع { وَٱلسَّارِقُ } من الرجال يعني طعمة { وَٱلسَّارِقَةُ } من النساء { فَٱقْطَعُوۤاْ أَيْدِيَهُمَا } أيمانهما { جَزَآءً بِمَا كَسَبَا } عقوبة بما سرقا { نَكَالاً مِّنَ ٱللَّهِ } شيئاً من الله لهم { وَٱللَّهُ عَزِيزٌ } بالنقمة من السارق { حَكِيمٌ } حكم عليهم بالقطع { فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ } سرقته وقطعه { وَأَصْلَحَ } فيما بينه وبين ربه بالتوبة { فَإِنَّ ٱللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ } يتجاوز عنه { إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ } متجاوز { رَّحِيمٌ } لمن تاب { أَلَمْ تَعْلَمْ } ألم تخبر يا محمد في القرآن { أَنَّ ٱللَّهَ لَهُ مُلْكُ } خزائن { ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ يُعَذِّبُ مَن يَشَآءُ } من كان أهلاً لذلك { وَيَغْفِرُ لِمَن يَشَآءُ } من كان أهلاً لذلك { وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ } من الغفران وغيره { قَدِيرٌ يٰأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ } يا محمد { لاَ يَحْزُنكَ ٱلَّذِينَ يُسَارِعُونَ } يبادرون { فِي ٱلْكُفْرِ } في الولاية مع الكفار في الدنيا والآخرة { مِنَ ٱلَّذِينَ قَالُوۤاْ آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ } بألسنتهم قالوا صدقنا { وَلَمْ تُؤْمِن } لم تصدق { قُلُوبُهُمْ } قلوب المنافقين يعني عبد الله بن أبي وأصحابه { وَمِنَ ٱلَّذِينَ هِادُواْ } يهود بني قريظة كعب وأصحابه { سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ } قول الزور { لِقَوْمٍ آخَرِينَ } لأهل خيبر { لَمْ يَأْتُوكَ } يعني أهل خيبر فيما حدث فيهم ولكن سأل عنهم بنو قريظة { يُحَرِّفُونَ ٱلْكَلِمَ } يغيرون صفة محمد ونعته والرجم على المحصن والمحصنة إذا زنيا { مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ } من بعد بيانه في التوراة { يَقُولُونَ } يعني الرؤساء للسفلة ويقال المنافقون عبد الله بن أبي وأصحابه { إِنْ أُوتِيتُمْ هَـٰذَا } إن أمركم محمد صلى الله عليه وسلم بالجلد { فَخُذُوهُ } فاقبلوا منه واعملوا به { وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ } إن لم يأمركم بالجلد محمد وأمركم بالرجم { فَٱحْذَرُواْ } يعني إن لم يكن يوافقكم على ما تطلبون ويأمركم بغيره فاحذروا ولا تقبلوا منه قال الله عز وجل { وَمَن يُرِدِ ٱللَّهُ فِتْنَتَهُ } يعني كفره وشركه ويقال فضيحته ويقال اختباره { فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ ٱللَّهِ } من عذاب الله { شَيْئاً أُوْلَـٰئِكَ } يعني اليهود والمنافقين { ٱلَّذِينَ لَمْ يُرِدِ ٱللَّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ } من المكر والخيانة والإصرار على الكفر { لَهُمْ فِي ٱلدُّنْيَا خِزْيٌ } عذاب بالقتل { وَلَهُمْ فِي ٱلآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ } أعظم ما يكون لهم في الدنيا.