التفاسير

< >
عرض

وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُواْ تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ ٱلْعَدُوُّ فَٱحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ ٱللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ
٤
-المنافقون

التسهيل لعلوم التنزيل

{ وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ } يعني أنهم حِسانُ الصور { وَإِن يَقُولُواْ تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ } يعني أنهم فصحاء الخطاب، والضمير في قوله: { وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ } وفي قوله: { تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ }: للنبي صلى الله عليه وسلم، ولكل مخاطب { كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ } شبههم بالخشب في قلة أفهامهم، فكان لهم منظر بلا مخبر، وقال الزمخشري: إنما شبههم بالخشب المسندة إلى حائط، لأن الخشب إذا كانت كذلك لم يكن فيها منفعة، بخلاف الخشب التي في سقف أو مغروسة في جدار؛ فإن فيها حينئذ منفعة. فالتشبيه على هذا في عدم المنفعة، وقيل: كانوا يستندون في مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم فشبههم في استنادهم بالخشب المسندة إلى الحائط { يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ } عبارة عن شدّة خوفهم من المسلمين، وذلك أنهم كانوا إذا سمعوا صياحاً ظنوا أن النبي صلى الله عليه وسلم يأمر بقتلهم { قَاتَلَهُمُ ٱللَّهُ } الدعاء عليهم يتضمن ذمَّهم وتقبيح أحوالهم { أَنَّى يُؤْفَكُونَ } أي كيف يصرفون عن الإيمان مع ظهوره.