. يقول تعالى ذكره: فلا، ما الأمر كما تقولون معشر أهل التكذيب بكتاب الله ورسله، أقسم بالأشياء كلها التي تبصرون منها، والتي لا تبصرون. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
ذكر من قال ذلك:
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله: { فَلا أُقْسِمُ بِما تُبْصِرُونَ ومَا لا تُبْصِرُونَ } قال: أقسم بالأشياء، حتى أقسم بما تبصرون وما لا تبصرون.
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، في قوله: { فَلا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ وَما لا تُبْصِرُونَ } يقول: بما ترون وبما لا ترون.
وقوله: { إنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَريمٍ } يقول تعالى ذكره: إن هذا القرآن رسول كريم، وهو محمد صلى الله عليه وسلم يتلوه عليهم.
وقوله: { وَما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ قَلِيلاً ماتُؤْمِنُونَ } يقول جلّ ثناؤه: ما هذا القرآن بقول شاعر لأن محمداً لا يُحسن قيل الشعر، فتقولوا هو شعر { قَلِيلاً ما تُؤْمِنُونَ } يقول: تصدّقُون قليلاً به أنتم، وذلك خطاب من الله لمشركي قريش { وَلا بِقَوْلِ كاهِن قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ } يقول: ولا هو بقول كاهن، لأن محمداً ليس بكاهن، فتقولوا: هو من سجع الكهان { قلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ } يقول: تتعظون به أنتم، قليلاً ما تعتبرون به. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد قال: ثنا سعيد، عن قتادة { وَما هُوَ بقَوْلِ شاعِرٍ قَلِيلاً ما تُؤْمِنونَ } طهَّره الله من ذلك وعصمه { وَلا بِقَوْلِ كاهِنٍ قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ } طهَّره الله من الكهانة، وعصمه منها.