التفاسير

< >
عرض

وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَىٰ
٤٣
-النجم

التفسير الكبير

قَوله: { وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَىٰ }؛ أي أضحَكَ مَن شاءَ من خَلقهِ، وأبكَى مَن شاءَ منهم، وقال الكلبيُّ: (أضْحَكَ أهْلَ الْجَنَّةِ فِيْهَا، وَأبْكَى أهْلَ النَّار فِيْهَا). وقال عطاءُ: (مَعْنَاهُ: وَإنَّهُ هُوَ أفْرَحَ وَأحْزَنَ). وقال الضحَّاكُ: (أضْحَكَ الأَرْضَ بالنَّبَاتِ، وَأبْكَى السَّمَاءَ بالْمَطَرِ). وقِِيلَ: أضْحَكَ الأَشْجَارَ بالأَثْمَار، وَأبْكَى السَّحَابَ بالأَمْطَار).
وقال ذُو النُّون: (أضْحَكَ قُلُوبَ الْعَارفِينَ بشَمْسِ مَعْرِفَتِهِ، وَأبْكَى قُلُوبَ الْعَاصِينَ بظُلْمَةِ نُكْرَتِهِ وَمَعْصِيَتِهِ). وقال سهلٌ: (أضْحَكَ الْمُطِيعَ بالرَّحْمَةِ، وَأبْكَى الْعَاصِي بالسُّخْطِ). وسُئِلَ ظاهرُ المقدسيُّ: أتَضْحَكُ الْمَلاَئِكَةُ؛ فَقَالَ: (مَا ضَحِكَتْ مِنْ دُونِ الْعَرْشِ مُنْذُ خَلَقَ اللهُ جَهَنَّمَ).
وَقِيْلَ لِعُمَرَ رضي الله عنه: هَلْ كَانَ أصْحَابُ رَسُولِ اللهِ يَضْحَكُونَ؟ قَالَ: (نَعَمْ، وَالإِيْمَانُ وَاللهِ أثْبَتُ فِي قُلُوبهِمْ مِنَ الْجِبَالِ الرَّوَاسِي). وقال محمَّد بن علي الترمذي: (مَعْنَى الآيَةِ: هُوَ أضْحَكَ الْمُؤْمِنَ فِي الآخِرَةِ وَأبْكَاهُ فِي الدُّنْيَا، وَأضْحَكَ الْكَافِرَ فِي الدُّنْيَا وَأبْكَاهُ فِي الآخِرَةِ).