يقول الله تعالـى ذكره: قال الله لـموسى وهارون: { لا تَـخافـا } فرعون { إنَّنِـي مَعَكُما } أعينكما علـيه، وأبصركما { أسمَعُ } ما يجري بـينكما وبـينه، فأفهمكما ما تـحاورانه به { وأرَى } ما تفعلان ويفعل، لا يخفـى علـيّ من ذلك شيء { فَأْتِـياهُ فَقُولا } له { إنَّا رَسُولا رَبِّكَ }. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك، قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:
حدثنا القاسم، قال: ثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج { قالَ لا تَـخافـا إنَّنِـي مَعَكُما أسَمَعُ وأرَى } ما يحاوركما، فأوحي إلـيكما فتـجاوبـانه.
وقوله: { فَأْتِـياهُ فَقُولا إنَّا رَسُولا رَبِّكَ } أرسلنا إلـيك يأمرك أن ترسل معنا بنـي إسرائيـل، فأرسلهم معنا ولا تعذّبهم بـما تكلفهم من الأعمال الرديئة { قَدْ جِئْناكَ بآيَةٍ } معجزة { مِنْ رَبِّكَ } علـى أنه أرسلنا إلـيك بذلك، إن أنت لـم تصدّقنا فـيـما نقول لك أريناكها، { والسَّلامُ عَلـى مَنِ اتَّبَعَ الهُدَى } يقول: والسلامة لـمن اتبع هدى الله، وهو بـيانه. يقال: السلام علـى من اتبع الهدى، ولـمن اتبع بـمعنى واحد.