قوله تعالى: { إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ: يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ
الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ } وفي تسميته بالمسيح قولان:
أحدهما: لأنه مُسِحَ بالبركة، وهذا قول الحسن وسعيد.
والثاني: أنه مُسِحَ بالتطهر من الذنوب.
قوله تعالى: { وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ } وفي سبب كلامه في المهد
قولان:
أحدهما: لتنزيه أمه مما قُذِفَتْ به.
والثاني: لظهور معجزته.
واختلفوا هل كان في وقت كلامه في المهد نبياً على قولين:
أحدهما:كان في ذلك الوقت نبياً لظهور المعجزة منه.
والثاني: أنه لم يكن في ذلك الوقت نبياً وإنما جعل الله ذلك تأسيساً لنبوتّه.
والمهد: مضجع الصبي، مأخوذ من التمهيد.
ثم قال تعالى: { وَكَهْلاً } وفيه قولان:
أحدهما: أن المراد بالكهل الحليم، وهذا قول مجاهد.
والثاني: أنه أراد الكهل في السنّ.
واختلفوا: بلوغ أربع وثلاثين سنة.
والثاني: أنه فوق حال الغلام ودون حال الشيخ، مأخوذ من القوة من قولهم
اكتهل البيت إذ طال وقوي.
فإن قيل فما المعنى في الإخبار بكلامه كهلاً وذلك لا يستنكر؟ ففيه قولان:
أحدها: أنه يكلمهم كهلاً بالوحي الذي يأتيه من الله تعالى.
والثاني: انه يتكلم صغيراً في المهد كلام الكهل في السنّ.