التفاسير

< >
عرض

وَإِذَا دُعُوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ مُّعْرِضُونَ
٤٨
-النور

الدر المصون

قوله: { لِيَحْكُمَ }: أفردَ الضميرَ وقد تقدَّمه اسمان وهما: اللهُ ورسوله، فهو كقولِه تعالىٰ: { وَٱللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ } [التوبة: 62] [لأنَّ] حكمَ رسولِه هو حكمُه. قال الزمخشري: "كقولك: "أعجبني زيدٌ وكَرَمَهُ" أي: كرمُ زيدٍ/ ومنه:

3458ـ ومَنْهَلٍ من الفَلا في أوسَطِهْ غَلَسْتُه قبل القَطا وفُرَّطِهْ

أي: قبل فُرَّط القَطا، يعني قبل تقدُّمِ القطا.
وقرأ أبو جعفرٍ "ليُحْكَمَ بينَهم" هنا والتي بعدَها مبنياً للمفعولِ، والظرفُ قائمٌ مقامَ الفاعل.
قوله: { إِذَا فَرِيقٌ } "إذا" هي الفجائيةُ. وقد تقدَّم تحقيقُ القولِ فيها. وهي جوابُ "إذا" الشرطيةِ أولاً. وهذا أحدُ الأدلةِ على مَنْعِ أن يَعْمَلَ في "إذا" الشرطيةِ جوابُها؛ فإنَّ ما بعدَ الفجائيةِ لا يَعْمَلُ فيما قبلها، كذا ذكره الشيخ، وقد تقدَّم تحريرُ هذا، وجوابُ الجمهور عنه.