التفاسير

< >
عرض

إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ
٤٩
-القمر

عرائس البيان في حقائق القرآن

اعلم الحق سبحانه اهل معرفته به انه كان عالما بالعلم القديم ومريدا بالارادة الازلية قدر المقادير بعلمه لا بفعله وارادته لا بخلقه ولم يزل عالما بذلك مريدا لذلك فسر القدر نعته الازلى ووصفه الابدى فاوجدا الموجود ذات بما سبق القدر منه فى الازل ولا يتغير ابدا مما قدر وقضى ولو خرج المقدر بلباس المحور والاثبات لا تبديل له من سبق تقدير الاول قال الله تعالى لا تبديل لخلق الله ولا مبدل لكلماته فمقتضى الخطاب الرضا والتفويض والتوكل والتسليم حتى ينكشف انوار السوابق له فيصير مشاهدا لما سبق مكاشفا لما طرق قال القاسم دخل فى هذا المعنى نفوس الخلق وأثارهم واعمالهم وخطرات قلوبهم انفاسهم فى اوقاتهم واخلاقهم المحمودة والمذمومة واجالهم ومعايشهم اظهارا لما سبق فهم من العلم وايجاد القدرة انه ضبط كل شئ بتقديره لا انفكاك لاحد من ذلك تقدير امن العزيز العليم وقهر جميع الاشياء ابجراء ارادته عليهم وتيسرهم على ما در عليهم ولهم.