التفاسير

< >
عرض

نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلاَ تُصَدِّقُونَ
٥٧
-الواقعة

تيسير التفسير

{ نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ } خطاب للكفرة وخلقنا السماوات والأرض وكل شئ { فَلَوْلاَ } تحضيض { تُصَدِّقُونَ } بالبعث، فإِنا قادرون عليه كما قدرنا على خلق الأَشياء وكيف تقولون أئنا لمبعوثون، ويدل على أن التصديق تصديق البعث أن الكلام فى البعث، إِذ قالوا: إِنا لمبعوثون ويدل له أيضاً ذكره بعد ذلك أنه خلق المنى، وقوله { { ولقد علمتم النشأَة الأُولى } [الواقعة: 62] وقوله: { { أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون } [الواقعة: 64]، أى يبعثكم كما خلقكم من منى وأنشأَكم النشأَة الأُولى وأنبت الحرث، وقيل: فلولا تصدقون بأَنى خلقتكم وخلقت كل شئ، وخلقت السماوات والأَرض، وجعل إِقرارهم بخلقه السموات والأَرض وبخلقه إِياهم فى البطون، كلا إِقرار، إِذ لم يتبعوا ذلك بالتوحيد وسائر الشريعة، وفيه أنه لم يذكر فى الآية خلق السماوات والأَرض، الذى أقروا به، بل ذكر خلقهم وهم لم ينكروه واستلحاق خلق السموات والأَرض فى الآية تكلف.