{ يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } أسد وغطفان وأناس من كندة ومرار { مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ } بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم { فَسَوْفَ يَأْتِي } يجيء { ٱللَّهُ بِقَوْمٍ } يعني أهل اليمن { يُحِبُّهُمْ } الله { وَيُحِبُّونَهُ } أي يحبون الله { أَذِلَّةٍ } رحيمة مشفقة { عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ } مع المؤمنين { أَعِزَّةٍ } أشدة { عَلَى ٱلْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ } أي عاطفين في طاعة الله { وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لاۤئِمٍ ذٰلِكَ } الذي ذكرت من الحب والأمر وغير ذلك { فَضْلُ ٱللَّهِ } من الله تعالى { يُؤْتِيهِ } يعطيه { مَن يَشَآءُ } من كان أهلاً لذلك { وَٱللَّهُ وَاسِعٌ } جواد بعطيته { عَلِيمٌ } لمن يعطي ثم نزلت في عبد الله بن سلام وأصحابه أسد وأسيد أو ثعلبة بن قيس وغيرهم بعد ما جفاهم اليهود فقال { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ ٱللَّهُ } حافظكم وناصركم ومؤنسكم الله { وَرَسُولُهُ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ } أبو بكر وأصحابه { ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلاَةَ } الصلوات الخمس { وَيُؤْتُونَ ٱلزَّكَاةَ } يعطون زكاة أموالهم { وَهُمْ رَاكِعُونَ } يصلون الصلوات الخمس في الجماعة مع النبي صلى الله عليه وسلم { وَمَن يَتَوَلَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ } أبا بكر وأصحابه في العون والنصرة { فَإِنَّ حِزْبَ ٱللَّهِ } جند الله { هُمُ ٱلْغَالِبُونَ } على أعدائهم يعني محمداً وأصحابه { يَـٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُواً } سخرية { وَلَعِباً } ضحكة وباطلاً { مِّنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ } أعطوا { ٱلْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ } يعني اليهود والنصارى { وَٱلْكُفَّارَ } وسائر الكفار { أَوْلِيَآءَ } في العون والنصرة { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ } واخشوا الله في ولايتهم { إِن كُنتُم } إذا كنتم { مُّؤْمِنِينَ وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى ٱلصَّلاَةِ } بالأذان والإقامة { ٱتَّخَذُوهَا هُزُواً } سخرية { وَلَعِباً } ضحكة وباطلاً { ذٰلِكَ } الاستهزاء { بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْقِلُونَ } أمر الله ولا يعلمون توحيد الله ولا دين الله نزلت هذه الآية في رجل من اليهود كان يسخر بأذان بلال فأحرقه الله بالنار { قُلْ } يا محمد لليهود { يَـٰأَهْلَ ٱلْكِتَابِ هَلْ تَنقِمُونَ مِنَّآ } تطعنون علينا وتعيبوننا { إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِٱللَّهِ } إلا لقبل إيماننا بالله وحده لا شريك له { وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا } يعني القرآن { وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبْلُ } وبما أنزل من قبل محمد صلى الله عليه وسلم والقرآن من جملة الكتب والرسل { وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ } كلكم { فَاسِقُونَ } كافرون ثم نزلت في مقالتهم وما نعلم أهل دين من الأديان أقل حظاً من محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه فقال الله { قُلْ } يا محمد لليهود { هَلْ أُنَبِّئُكُمْ } أخبركم { بِشَرٍّ مِّن ذٰلِكَ } مما قلتم لمحمد وأصحابه { مَثُوبَةً عِندَ ٱللَّهِ } من له عقوبة عند الله { مَن لَّعَنَهُ ٱللَّهُ } عذبه الله بالجزية { وَغَضِبَ عَلَيْهِ } سخط عليه { وَجَعَلَ مِنْهُمُ ٱلْقِرَدَةَ } في زمن داود النبي صلى الله عليه وسلم { وَٱلْخَنَازِيرَ } في زمن عيسى بعد أكلهم من المائدة { وَعَبَدَ ٱلطَّاغُوتَ } الكهان والشياطين وإن قرأت وعبد الطاغوت بضم الباء يقول وجعلهم عباد الشيطان والأصنام والكهان { أُوْلَـٰئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً } صنيعاً في الدنيا ومنزلاً في الآخرة { وَأَضَلُّ عَن سَوَآءِ ٱلسَّبِيلِ } عن قصد طريق الهدى.