التفاسير

< >
عرض

ٱللَّهُ خَالِقُ كُـلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ
٦٢
-الزمر

عرائس البيان في حقائق القرآن

فهم مبارك سرّ هذه الأية فان الله سبحانه اخبر فيها من سر نفسه كان فى ازل الازل بحار الالوهية متلاطمة قهارة زاخرة ولم يكن لمكان قهره مقهور وغرقه ذليل فغلب عزة قهر الجلال سلطانه ونور مشيته وارادته فاوجد الكون فجاء الكون من العدم مقهور ذليلا لقهره وعزته قهر المخلوقات اذ لم يكن فى القدم مكان القهر المقهورية فاذا تصاغر الاكوان فى قدم الرحمن وسطوات كبريائه وكاد ان تضمحل امسكها بلطفه من قهره وهذا معنى قوله وعلى كل شئ وكيل وقال الحسين كل شئ اراد الله به الاهانة والتذليل البسه لباس المخلوقية الا ترى كيف نزه عن ذلك صفاته وكلامه قال الله خالق كل شئ المخلوقات ليس لها عز الا بالنسبة الى خالقه وانها مخلوقة ----اليها اغرها.