التفاسير

< >
عرض

إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ وَكِيلاً
٦٥
-الإسراء

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ إِنَّ عِبَادِى } أى عبادى المؤمنين بدليل قوله إلا من اتبعك من الغاوين ويرشد أيضاً إلى ذلك الإِضافة التى هى هنا للتعظيم إِذ لا صارف عن التعظيم فكأََنه قيل إِن العباد الذين اخترتهم وأخلصتهم لى ويناسبه قوله إلا عبادك منهم المخلصين. { لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ } قوة تطيق بها اغواءهم. { وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيْلا } حافظاً لهم منك والوكيل يستعمل بمعنى الحافظ أو كفى بربك وكيلا يتوكلون عليه فى الاستعاذة منك وفى كتب عجائب الدنيا وغيرها أن إِبليس قال: يا رب أخرجتنى من الجنة لأَجل آدم فسلطنى عليه وعلى ذريته. قال: أنت مسلط. قال: لا أستطيعه إلا بك. قال استفزز من استطعت منهم.. الخ. قال: يا رب تبعث أنبياء وتنزل كتباً فما قراءتى. قال: الشعر. قال: وما كتابى. قال: الوشم. قال: ومن رسلى: قال: الكهنة. قال: ما طعامى. قال: ما لم يذكر اسم الله عليه. قال: ما شرابى. قال: كل مسكر. قال: ما مسكنى. قال: الحمامات. قال: ما مجلسى. قال: الأَسواق. قال: وما شراكى الذى أصطاد به. قال: النساء. قال: ما أذانى. قال: المزمار. وقال آدم يا رب سلطت إِبليس على، وعلى ذريتى وإنى لا أستطيعهُ إلا بك. قال لا يولد لك ولد إلا وكلت به من يحفظه. قال: رب زدنى. قال: الحسنة بعشر وأكثر والسيئة بمثلها. قال: ربى زدنى. قال: التوبة مقبولة ما دام الروح فى الجسد قال: ربى زدنى. { قل يا عبادى الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله } - الآية. وفى قوله { وكفى بربك وكيلا } دفع للخوف الحاصل فى قلب الإِنسان من كيد الشيطان فإِنه تعالى رحيم بعباده وقدير على عصمتهم من إغوائه.