خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قَالَ فَإِنِ ٱتَّبَعْتَنِي فَلاَ تَسْأَلْني عَن شَيءٍ حَتَّىٰ أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً
٧٠
-الكهف

روح البيان في تفسير القرآن

{ قال فان اتبعتنى } صحبتنى لاخذ العلم وهو اذن له فى الاتباع بعد اللتيا والتى والفاء لتفريع الشرطية على ما مر من التزامه للصبر والطاعة { فلا تسألنى عن شئ } تشاهده من افعالى وتنكره منى فى نفسك اى لا تفاتحنى بالسؤال عن حكمته فضلا عن المناقشة والاعتراض { حتى احدث لك منه ذكرا } حتى ابتدئ ببيانه.
وفيه ايذان بان كل ما صدر عنه فله حكمة وغاية حميدة البتة وهذا من آداب المتعلم مع العالم والتابع مع المتبوع.
قال فى التاويلات النجمية ومن الآداب ان يسد على نفسه باب السؤال فلا يسأل الشيخ عن شئ حتى يحدث له منه ذكرا اما بالقال واما بالحال انتهى - روى - ان لقمان دخل على داود عليه السلام وهو يسرد دروعا ولم يكن رآها قل ذلك فتعجب منه فاراد ان يسأله ذلك فمنعته الحكمة فامسك نفسه ولم يسأله فلما فرغ قام داود ولبسها ثم قال نعم الدرع للحرب. وقيل كان يتردد اليه سنة وهو يريد ان يسأل ذلك فلم يسأل.
قالت الحكماء ان كان الكلام من فضة فالصمت من ذهب. وعن بعض الكبار الصمت على قسمين صمت باللسان عن الحديث بغير الله مع غير الله جملة وصمت بالقلب عن خاطر كونى البتة فمن صمت لسانه ولم يصمت قلبه خف وزره ومن صمت قلبه ولم يصمت لسانه فهو ناطق بلسان الحكمة ومن صمت لسانه وقلبه ظهر له سره وتجلى له ربه ومن لم يصمت لسانه وقلبه كان مسخرة للشيطان.
فعلى العاقل ان يجتهد حتى يسلم قلبه من الانقباض ولسانه من الاعتراض وينسى ما سوى الله تعالى ولا تلعب به الافكار ويصبر عن مظان الصبر ويستسلم لامر الله الملك الغفار فان لله تعالى فى كل شئ حكمة وفى كل تلف عوضا: وفى المثوى

لا نسلم واعتراض ازما برفت جون عوض مى آيداز مفقودزفت
جونكه بى آتش مر اكرمى رسد راضيم كر آتش مارا كشد
بى جراغى جون دهد اوروشنى كر جراغت شدجه افغان ميكنى
دانه بر مغز باخاك دزم خلوتى وصحبتى كرد ازكرم
خويشتن درخاك كلى محو كرد تانماندش رنك وبوى سرخ وزرد
از بس آن محو قبض اونماند بركشاد وبست شدمركرب براند

نسأل الله تعالى ان يجعلنا من اهل الخلوة به والصحبة بالاهل والتسلم للامر.