التفاسير

< >
عرض

وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطاً إِلَى ٱلأَرْضِ ٱلَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ
٧١
-الأنبياء

روح البيان في تفسير القرآن

{ ونجيناه } اى ابراهيم من الاحراق ومن شر النمرود { ولوطا } هو ابن اخى ابراهيم اسمه هاران مهاجرا { الى الارض التى باركنا فيها للعالمين } اى من العراق الى الشام. قيل كانت واقعة ابراهيم مع النمرود بكوثى فى حدود بابل من ارض العراق فنجاه الله من تلك البقعة الى الارض المباركة الشامية.
وعن سفيان انه خرج الى الشام فقيل له الى اين فقال الى بلد يملأ فيه الجراب بدرهم وقد كان الله تعالى بارك فى الارض المقدسة ببعث اكثر الانبياء فيها ونشر شرائعهم هى البركات الحقيقية الموصلة للعالمين الى الكمالات والسعادة الدينية والدنيوية وبكثرة الماء والشجر والثمر والحطب وطيب عيش الغنى والفقير.
وقال ابى بن كعب سماها مباركة لان ما من ماء عذب الا وينبع اصله من تحت الصخرة التى ببيت المقدس وقد كان لوطا النبى آمن بابراهيم ابن تارخ وهو لوط بن هاران بن تارخ ابن تاخور وازر لقب تارخ وكان هاران وابراهيم اخوين وآمنت به ايضا سارة بنت عم ابراهيم وسارة بنت هاران الاكبر عم ابراهيم فخرج من كوثى مهاجرا الى ربه ومعه لوط وسارة يلتمس الفرار بدينه والامان على عبادة ربه حتى نزل حران فمكث بها ما شاء الله ثم ارتحل منها ونزل بفلسطين ثم خرج منها مهاجرا حتى قدم مصر ثم خرج من مصر وعاد الى ارض الشام ونزل لوط بالمؤتفكة وبعثه الله نبيا الى اهلها - روى - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال
"ستكون هجرة بعد هجرة فخيار اهل الارض الزمهم الى مهاجر ابراهيم" اراد عليه السلام بالهجرة الثانية الهجرة الى الشام والمقصود ترغيب الناس فى المقام بها وفى الحديث "بيت المقدس ارض الحشر والنشر والشام صفوة الله من بلاده يجيئ اليها صفوته من خلقه" وفى المرفوع "عليكم بالشام"

سعد يا حب وطن كرجه حديث است صحيح نتوان مرد بسختى كه من اينجا زادم

وفى المثنوى

مسكن يا رست وشهر شاه من بيش عاشق اين بود حب الوطن