التفاسير

< >
عرض

لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ
٧٢
-الحجر

حقائق التفسير

قال بعضهم: أحوال النبى صلى الله عليه وسلم بين جذب وحجب، وإذا حجب بقوله: لعمرك، وإذا صرف جذب لقوله: { { وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ ٱلأَقَاوِيلِ } [الحاقة: 44].
قال بعضهم: { لَعَمْرُكَ } بعمارة سرنا بمشاهدتنا، وقطعك عن جميع المكونات.
قال النووى: فى قوله: { لَعَمْرُكَ } أى العمارة التى خصصت بها من بين الخلق، فحببوا بالأرواح وحببت بنا فبقاؤك متصل ببقائى لأنك باق بى.
قال جعفر: لعمرك أى بحياتك يا محمد إن الكل فى سكرة الغفلة، وحجاب البعد إلا من كنت وسيلته، ودليله إلينا.
قال بعضهم: { لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ } أى: فى شغل الدنيا يتحركون.
قال القرشى: أقسم الله تعالى بحياة محمد صلى الله عليه وسلم فقال: { لَعَمْرُكَ } لأن حياته كانت به، وهو فى قبضة الحق وبساط القرب، وشرف الانبساط، ومقام الإنفاق، فأقسم بحياته، فقال: { لَعَمْرُكَ } أى بحياة مثلك يكون القسم فإن الكل زاغوا، وما زغت، وطغوا، وما طغيت وسألوا وما سألت حتى بدأناك بالإجابة قبل السؤال فحياتك غير الحياة التى كانت بها حياة الخلق قبلك، وبه حياة القلب فإنك حىُّ بحياتنا وغير مباين منا بحال.
قال أبو سعيد الخراز: وصفه لخلقه ثم ستره ببره عن خلقه.