{ ثُمَّ قَسَتْ } جفت ويبست { قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذٰلِكَ } من بعد إحياء عاميل وإعلامكم قاتله { فَهِيَ كَٱلْحِجَارَةِ } في الشدة { أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً } بل أشد قسوة ثم عذر الحجارة وذكر منفعتها وعاب على القلوب فقال { وَإِنَّ مِنَ ٱلْحِجَارَةِ } حجارة { لَمَا يَتَفَجَّرُ } يخرج { مِنْهُ ٱلأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ } يقول يتصدع { فَيَخْرُجُ مِنْهُ ٱلْمَآءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ } يقول يتدحرج من أعلى الجبل إلى أسفله { مِنْ خَشْيَةِ ٱللَّهِ } وقلوبكم لا تتحرك من خوف الله { وَمَا ٱللَّهُ بِغَافِلٍ } بتارك عقوبة { عَمَّا تَعْمَلُونَ } من المعاصي ويقال ما تكتمون من المعاصي { أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ } أترجو يا محمد أن تؤمن بك اليهود { وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ } وهم السبعون الذين كانوا مع موسى { يَسْمَعُونَ كَلاَمَ ٱللَّهِ } قراءة موسى لكلام الله { ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ } يغيرونه { مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ } علموه وفهموه { وَهُمْ يَعْلَمُونَ } أنهم يغيرونه ثم ذكر منافقي أهل الكتاب ويقال سفلة أهل الكتاب فقال { وَإِذَا لَقُواْ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } يعني أبا بكر وأصحابه { قَالُوۤاْ آمَنَّا } بنبيكم وصفته ونعته في كتابنا { وَإِذَا خَلاَ بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ } إذا رجع السفلة إلى رؤسائهم { قَالُوا } قال الرؤساء للسفلة { أَتُحَدِّثُونَهُم } أتخبرون محمداً وأصحابه { بِمَا فَتَحَ ٱللَّهُ عَلَيْكُمْ } بما بين الله لكم من صفة محمد صلى الله عليه وسلم ونعته في كتابكم { لِيُحَآجُّوكُم } حتى يخاصموكم { بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ } من عند ربكم مقدم ومؤخر { أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } أفليس لكم ذهن الإنسانية قال الله تعالى { أَوَلاَ يَعْلَمُونَ } يعني الرؤساء { أَنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ } فيما بينهم { وَمَا يُعْلِنُونَ } بمحمد وأصحابه { وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ ٱلْكِتَابَ } لا يحسنون قراءة الكتاب ولا كتابته { إِلاَّ أَمَانِيَّ } أحاديث بلا أصل { وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ } وما يتكلمون إلا بالظن بتلقين رؤسائهم { فَوَيْلٌ } فشدة العذاب ويقال واد في جهنم { لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ ٱلْكِتَابَ } يغيرون صفة محمد صلى الله عليه وسلم ونعته في الكتاب.
{ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـٰذَا } الكتاب الذي جاء { مِنْ عِنْدِ ٱللَّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ } بتغييره وكتابته { ثَمَناً قَلِيلاً } عرضاً يسيراً من المأكلة والفضول { فَوَيْلٌ لَّهُمْ } فشدة العذاب لهم { مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ } مما غيرت أيديهم { وَوَيْلٌ لَّهُمْ } شدة العذاب لهم { مِّمَّا يَكْسِبُونَ } يصيبون من الحرام والرشوة { وَقَالُواْ } يعني اليهود { لَن تَمَسَّنَا ٱلنَّارُ } لن تصيبنا النار { إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً } قدر أربعين يوماً التي عبد فيها آباؤنا العجل { قُلْ } يا محمد { أَتَّخَذْتُمْ عِندَ ٱللَّهِ عَهْداً } على ما تقولون { فَلَنْ يُخْلِفَ ٱللَّهُ عَهْدَهُ } إن كان لكم عند الله عهد { أَمْ تَقُولُونَ } بل أتقولون { عَلَى ٱللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } في كتابكم.