التفاسير

< >
عرض

لاَّ يَمَسُّهُ إِلاَّ ٱلْمُطَهَّرُونَ
٧٩
-الواقعة

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ لاَّ يَمَسُّهُ إِلاَّ ٱلْمُطَهَّرُونَ } خبرٌ وباقٍ على خبريّته فانّ القرآن الّذى هو فى كتابٍ مكنونٍ لا يصل الى حريم قدسه الاّ الّذى تطهّر من الواث المعاصى والمحرّمات، وادناس التّوجّه الى الكثرات والانانيّات، وارجاس الحدود والتّعيّنات، ولكن لمّا كان التّكليف مطابقاً للتّكوين والظّاهر موافقاً للباطن كان التّكليف بحسب المقام البشرىّ ان لا يمسّ قالب الانسان قالب القرآن وظاهره كما ورد فى الاخبار وافتى به العلماء وقالوا: انّ الخبر ههنا فى معنى النّهى اى الا المطهّر من الاحداث والاخباث، ولذلك نهوا عن مسّ خيطه وعلاقته وجلده وقرطاسه بدون الطّهارة واستشهدوا بهذه الآية، وروى انّه لمّا استخلف عمر سأل عليّاً (ع) ان يدفع اليهم القرآن فقال: يا ابا الحسن ان جئت بالقرآن الّذى جئت به الى ابى بكرٍ حتّى نجتمع عليه، فقال: هيهات ليس الى ذلك سبيلٌ انّما جئت به الى ابى بكرٍ لتقوم الحجّة عليكم ولا تقولوا يوم القيامة: انّا كنّا عن هذا غافلين او تقولوا: ما جئتنا به فانّ القرآن الّذى عندى لا يمسّه الاّ المطهّرون والاوصياء من ولدى، فقال عمر: فهل وقتٌ لاظهاره معلوم؟ - قال علىّ: نعم، اذا قام القائم من ولدى يظهره ويحمل النّاس عليه فتجرى السّنّة به.