التفاسير

< >
عرض

وَإِلَىٰ رَبِّكَ فَٱرْغَبْ
٨
-الشرح

روح البيان في تفسير القرآن

{ والى ربك } وحده { فارغب } اصل الرغبة السعة فى الشئ يراد بها السعة فى الارادة فاذا قيل رغب فيه واليه يقتضى الحرص عليه واذا قبل رغب عنه اقتضى صرف الرغبة عنه والزهد فيه وفى القاموس رغب فيه كسمع رغبا ويضم رغبة اراده وعنه لم يرده اليه رغبا محركة ابتهل او هو الضراعة والمسألة والمعنى فارغب بالسؤال ولا تسأل غيره فانه القادرعلى اسعافك لا غيره. وسخن تو بدركاه قرب مقبولست ودعوات طبت تو در محل قبول.

جو مقصود كون ومكان جودتست خدا ميدهد آنجه مقصود تست

وعن بعض الاكابر ألم نشرح لك صدرك برفع غطاء انيتك وكشف حجاب اثنينيتك عن حقيقة احديتنا ووجه صمديتنا ووضعنا عنك ذنب وجودك الذى انقض ظهرك فؤادك بان نطلعك على فناء وجودك الصورى الظلى وبقاء وجودنا الحقيقى العينى ورفعنا لك ذكرك بافنائك فينا وابقائك بنا الى مرتفع الخطاب الوارد فى شأنك بقولنا ان الى ربك المنتهى اى منتهى جميع الارباب الاسماء الالهية فكذلك اليك منتهى كافة المربوبين الحقائق الكونية وبذلك الرفع كنت سيد الكل فارض بالقضاء واصبر على البلاء واشكر على النعماء فان مع عسر الابتلاء بالبلايا المؤدى الى اضطراب صدرك يسر الامتلاء بالعطايا المفضى الى اطمئنان روحك ان مع العسر يسرا البتة اذ هكذا جرت سنتنا مع كل عبد ولن تجد لسنتنا تبديلا بأن يرتفع العسر جميعا ويصير الكل يسرا او بالعكس فلا تلتفت الى اليسر والسرور فانه حجاب نورانى ولا الى العسر والالم فانه حجاب ظلمانى فاذا فرغت من اعطاء حق وارد كل وقت حاضر فانصب نفسك فى منصب اعطاء وارد كل وقت قابل اذا اتى يعنى فافعل ثانيا كما فعلت اولا وكن هكذا دآئما الى أن يأتيك اليقين والى ربك اى الى جلاله وجماله وكماله فارغب لا الى غيره من الامور والاحكام الواردة عليك فى الاوقات لأن فى الرغبة والالتفات الى غير الرب احتجابا عن الرب وسقوطا عن قرب الى بعد ومقامك لا يسع غير القرب والانس والحضور وعن طاووس وعمر بن عبد العزيز رحمهما الله انهما كانا يقولان ان الضحى وألم نشرح سورة واحدة فكانا يقرآنهما فى ركعة واحدة ولا يفصلان بينهما بالبسملة لأنهما رأيا أن اول الم نشرح مشاهبة لقوله الم يجدك الخ وليس كذلك لأن تلك حال اغتمامه عليه السلام بأذى الكفار فهى حال محنة وضيق وهذا حال انشراح الصدر وتطييب القلب فكيف يجتمعان.
ودر ليله معراج ندا آمدكه اى محمد بهواه تابخشيم رسول عليه السلام كفت خداوندا هر بيغمبرى ازتو عطايى يافت ابراهيم را خلت دادى باموسى بى واسطه سخن كفتى ادريس را بمكان عالى رسانيدى داودرا ملك عظيم دادى وزلت وى بيامرزيدى سليمانرا ملكى دادى كه بعد ازوى كن راسزاى آن ندادى عيسى را درشكم مادر توراة وانجيل در آموختى ومرده زنده كردن بردست وى آسان كردى وابراء اكمه وابرص مراودرا دادى جواب الهى آمدكه يا محمد اكر ابراهيم را خلت دادم ترا واكرا باموسى سخن كفتن بى واسطه لكن كوينده را نديد وباتو سخن ميكفتم بى حجاب وكوينده ديدى واكر ادريس را بآسمان رسانيدم ترا از آسمان بحضرت قلب قوسين او أدنى رسانيدم واكر داودرا ملك عظيم دادم وزلت وى بيامر زيدم امت ترا ملك قناعت دادم وكناهن ايشان بشفاعتت بيامرزيدم واكر سليمان مملكت دادم ترا سبع مثانى وقرآن عظيم دادم وخاتمه سوره بقره كه بهيج بيغمبر بجز توندادم ودعاهاى تودر آخر سورة البقره اجابت كردم واعطيتك الكوثر وترابسه خصلت براهل زمين وآسمان فضل دادم يكى الم نشرح لك صدرك ديكر ووضعنا عنك وزرك سوم ورفعنا لك ذكرك واعطيتك ثمانية اسهم الاسلام والهجرة والجهاد والصلاة والصدقة وصوم رمضان والامر بالمعروف والنهى عن المنكر وارسلتك الى الناس كافة بشيرا ونذيرا وجعلتك فاتحا وخاتما وهذا السوق يشير الى السورة مدنية وفى بعض الروايات سألت ربى مسائل وددت انى لم اسألها اياه قط فقلت اتخذت الخ وهو الظاهر وهذا يقتضى ان يكون مسألته عليه السلام من عند نفسه من غير ان يقول الله له سل تعط والله تعالى اعلم وفى الحديث
"من قرأها اى سورة ألم نشرح فكأنما جاءنى وانا مغتم ففرج عنى"
تمت سورة الانشراح بعون الفتاح.