التفاسير

< >
عرض

جَزَآؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِى مِنْ تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً رِّضِىَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ
٨
-البينة

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { رِّضِىَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ } رضى الله عنهم فى الازل حين اصطفاهم قبل ايجادهم ورضوا عنه لما عاينوه واثروه على من دون عشقا وشوقا ومعرفة وهذه الدرجة لمن عرف الله واداب فى اجلاله ورؤية عظمته بقوله { ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ } واصل الرضا الاتصاف بصفة الرضا من الحق قال الواسطى الرضا والسخط نعتان قديمان يجريان على العبد بما جريا فى الازل يظهر ان الرسم على المقبولين والمطرودين فقد بانت شواهد المقبولين بضيائها عليهم كما بانت -----المطرودين بظلمها نافى بنقع مع ذلك الألوان المصفرة والاقدام المنتفخة والاكمام المقصرة وقال استعمل الرضا جهدك ولا تدع الرضا يستعملك فيكون محجوبا بلذته عن حقيقة ما يطالع بعد درجة قال سهل الخشية سر والخشوع ظاهر وقال عمر والمكى اشترط الراضين بالخشية فى رضاهم عنه لذلك اوجب لهم رضاه عنهم بان يرضوا عنه ويخشونه فى رضاه عنهم ولا يكون ذلك الا باجتناب المحارم وعقد لموافقتهم لموافقنا يكرهوا الكره ويرضوا ما رضى.