التفاسير

< >
عرض

تِلْكَ ٱلدَّارُ ٱلآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ فَسَاداً وَٱلْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ
٨٣
-القصص

التفسير الكبير

قًَوْلُهُ تَعَالَى: { تِلْكَ ٱلدَّارُ ٱلآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ فَسَاداً }؛ المرادُ بالدَّار الْجَنَّةُ، { نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوّاً } على خَلْقِي { فِي ٱلأَرْضِ } ولَم يتكَبَّروا كما تَكَبَّرَ قارونُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَلاَ فَسَاداً } أي ولا دُعاءً إلى عبادةِ غيرِ الله. وَقِيْلَ: ولا فَسَاداً ولا عمَلاً بالمعاصِي. وَقِيْلَ: هو أخذُ المالِ بغيرِ الحقِّ. قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَٱلْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ }؛ أي العاقبةُ الحميدة لِمَنِ اتَّقَى عقابَ اللهِ بأداء فرائضهِ واجتناب معاصيهِ. وَقِيْلَ: الذين يَتَّقُونَ الكفرَ والعُلُوَّ والفسادَ.
وعن كعبٍ رضي الله عنه أنه قال:
"يُحْشَرُ الْمُتَكَبرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَالذرِّ فِي صُوَر الرِّجَالِ، يَغْشَاهُمُ الذُّلُّ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ، يَسْلُكُونَ فِي النَّار وَيُسْقَوْنَ مِنْ طِيْنَةِ الْخَبَالِ قِيْلَ: وَمَا طِيْنَةُ الْخَبَالِ؟ قًَالَ: عُصَارَةُ أهْلِ النَّارِ" . والمرادُ بالتَّكَبُّرِ: أنْ يكون التكبُّرُ لأمرٍ يرجعُ إلى الدُّنيا، فإمَّا يكون مِن ذلك لإزالةِ المنكَرِ وإقامةِ حَقٍّ من حقوقِ الله، فلا يكونُ ذلكَ من التَّكَبُّرِ في شيءٍ، وإنَّما هو تَمَسُّكٌ بالدِّينِ.