يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم: وإن كذّبك يا محمد هؤلاء المشركون وردُّوا عليك ما جئتهم به من عند ربك، فقل لهم: أيها القوم لي ديني وعملي ولكم دينكم وعملكم، لايضرّني عملكم ولا يضرّكم عملي، وإنما يُجَازَي كلّ عامل بعمله. { أنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أعْمَلُ }لا تؤاخذون بجريرته، { وأنا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ } لا أؤاخذ بجريرة عملكم. وهذا كما قال جلّ ثناؤه:{ قُلْ يا أيُّها الكافِرُونَ لا أعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ وَلا أنْتُمْ عابِدْونَ ما أعْبُدُ }. وقيل: إن هذه الآية منسوخة، نسخها الجهاد والأمر بالقتال. ذكر من قال ذلك:
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله:{ وَإنْ كَذَّبُوكَ فُقُلْ لي عَمَلِي وَلَكُم عَمَلُكُمْ... } الآية، قال: أمره بهذا ثم نسخه، وأمره بجهادهم.