التفاسير

< >
عرض

فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَآءِ أَخِيهِ ثُمَّ ٱسْتَخْرَجَهَا مِن وِعَآءِ أَخِيهِ كَذٰلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ ٱلْمَلِكِ إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَآءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ
٧٦
-يوسف

جامع البيان في تفسير القرآن

يقول تعالـى ذكره: ففتَّش يوسف أوعيتهم ورحالهم طالبـاً بذلك صُواع الـملك، فبدأ فـي تفتـيشه بأوعية إخوته من أبـيه، فجعل يفتشها وعاء وعاء قبل وعاء أخيه من أبـيه وأمه، فإنّه أخَّر تفتـيشه، ثم فتش آخرها وعاء أخيه، فـاستـخرج الصواع من وعاء أخيه.

وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: { فَبَدَأَ بأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعاءِ أخِيهِ } ذُكر لنا أنه كان لا ينظر فـي وعاء إلاَّ استغفر الله تأثماً مـما قذفهم به، حتـى بقـيَ أخوه، وكان أصغر القوم، قال: ما أرى هذا أخذ شيئاً، قالوا: بَلـى فـاسْتبرِه، أَلاَ وقد علـموا حيث وضعوا سقايتهم. ثم استـخرجها من وعاء أخيه.

حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى، قال: ثنا مـحمد بن ثور، عن مَعْمر، عن قتاد، قال: فـاستـخرجها من وعاء أخيه، قال: كان كلـما فتـح متاعاً استغفر تائبـاً مـما صنع، حتـى بلغ متاع الغلام، فقال: ما أظنّ هذا أخذ شيئاً، قالوا: بلـى، فـاستبره.

حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا عمرو بن مـحمد، عن أسبـاط، عن السديّ، قال: { فَبَدأَ بأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وَعاءِ أخِيهِ } فلـما بقـي رَحْلُ الغلام، قال: ما كان هذا الغلام لـيأخذه. قالوا: والله لا يترك حتـى تنظر فـي رحله، لنذهب وقد طابت نفسك فأدخـل يده فـاستـخرجها من رحله.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلـمة، عن ابن إسحاق، قال: لـما قال الرسول لهم: { ولِـمَنْ جاءِ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وأنا بِهِ زَعِيـمٌ } قالوا: ما نعلـمه فـينا ولا معنا. قال: لستـم ببـارحين حتـى أفتش أمتعتكم وأُعْذِر فـي طلبها منكم. فبدأ بأوعيتهم وعاء وعاء، يفتشها وينظر ما فـيها، حتـى مرّ علـى وعاء أخيه ففتشه، فـاستـخرجها منه، فأخذ برقبته، فـانصرف به إلـى يوسف. يقول الله: { كذلكَ كِدْنا لِـيُوسُفَ }.

حدثنا القاسم، قال: ثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جريج، قال: ذُكِر لنا أنه كان كلـما بَحَث متاع رجل منهم استغفر ربه تأثماً، قد علـم أين موضع الذي يطلب. حتـى إذا بقـي أخوه وعلـم أن بغيته فـيه، قال: لا أرى هذا الغلام أخذه، ولا أبـالـي أن لا أبحث متاعه قال إخوته: إنه أطيب لنفسك وأنفسنا أن تستبرىء متاعه أيضاً. فلـما فتـح متاعه استـخرج بغيته منه قال الله: { كذلكَ كِدْنا لـيُوسُفَ }.

واختلف أهل العربـية فـي الهاء والألف اللتـين فـي قوله: { ثُمَّ اسْتَـخْرَجَها مِنْ وِعاءِ أخِيهِ } فقال بعض نـحويِّـي البصرة: هي من ذكر «الصواع»، قال: وأنّث وقد قال: { { ولِـمَنْ جاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ } لأنه عنى الصُّواع. قال: والصواع مذكر، ومنهم من يؤنث الصواع، وعنـى ههنا السقاية، وهي مؤنثة. قال: وهما اسمان لواحد مثل الثوب والـملـحفة مذكر ومؤنث لشيء واحد.

وقال بعض نـحويِّـي الكوفة فـي قوله:{ ثُمَّ اسْتَـخْرَجَها مِنْ وِعاءِ أخِيهِ } ذهب إلـى تأنـيث السرقة، قال: وإن يكن الصواع فـي معنى الصاع، فلعل هذا التأنـيث من ذلك. قال: وإن شئت جعلته لتأنـيث السقاية. قال: والصواع ذَكر، والصاع يؤنث ويذكر، فمن أنثه قال: ثلاث أَصْوُع، مثل ثلاث أَدْوُر، ومن ذكره قال: أصواع، مثل أبواب.

وقال آخر منهم: إنـما أُنث الصواع حين أنث لأنه أريدت به السقاية وذُكِّر حين ذكر، لأنه أريد به الصواع. قال: وذلك مثل الـخِوَان والـمائدة، وسِنان الرمـح وعالـيته، وما أشبه ذلك من الشيء الذي يجتـمع فـيه اسمان: أحدهما مذكر، والآخر مؤنث.

وقوله: { كذلك كِدْنا لِـيُوسُفَ } يقول: هكذا صنعنا لـيوسف حتـى يُخَـلِّص أخاه لأبـيه وأمه من إخوته لأبـيه، بإقرار منهم أن له أن يأخذه منهم ويحتبسه فـي يديه ويحول بـينه وبـينهم وذلك أنهم قالوا إذ قـيـل لهم { { ما جَزَاؤُهُ إنْ كُنْتُـمْ كاذِبِـينَ } : جزاء من سرق الصواع أن من وجد ذلك فـي رحله فهو مُسْتَرَقٌّ به، وذلك كان حكمهم فـي دينهم. فكاد الله لـيوسف كما وصف لنا حتـى أخَذ أخاهُ منهم، فصار عنده بحكمهم وصنع الله له.

وقوله: { ما كانَ لِـيَأْخُذَ أخاهُ فِـي دِينِ الـمَلِكِ إلاَّ أنْ يَشاءَ اللّهُ } يقول: ما كان يوسف لـيأخذ أخاه فـي حكم ملك مصر وقضائه وطاعته منهم، لأنه لـم يكن من حكم ذلك الـملك وقضائه أن يُسْترقَّ أحد بـالسرق، فلـم يكن لـيوسف أخذ أخيه فـي حكم ملك أرضه إلاَّ أن يشاء الله بكيده الذي كاده له، حتـى أَسْلَـمَ مَنْ وُجد فـي وعائه الصُّواع إخوتُه ورفقاؤه بحكمهم علـيه وطابت أنفسهم بـالتسلـيـم.

وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:

حدثنا الـحسن، قال: ثنا شبـابة، قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد، قوله: { ما كانَ لِـيَأْخُذَ أخاهُ فِـي دِينِ الـمَلِكِ } إلاَّ فعلةً كادها الله له، فـاعتلّ بها يوسف.

حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد، مثله.

حدثنـي الـمثنى، قال: ثنا أبو حذيفة، قال: ثنا شبل، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد:{ كذلكَ كِدْنا لِـيُوسُفَ } كادها الله له، فكانت علة لـيوسف.

حدثنا القاسم، قال: ثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جريج، عن مـجاهد:{ لِـيَأْخُذَ أخاهُ فِـي دِينِ الـمَلِكِ إلاَّ أنْ يَشاءَ اللّهُ } قال: إلاَّ فعلة كادها الله فـاعتلّ بها يوسف.

قال: ثنـي حجاج، عن ابن جريج، قوله: { كذلكَ كِدْنا لِـيُوسُفَ } قال: صنعنا.

حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا عمرو، عن أسبـاط، عن السديّ: { كذلكَ كِدْنا لِـيُوسُفَ } يقول: صنعنا لـيوسف.

حُدثت عن الـحسين، قال: سمعت أبـا معاذ يقول: أخبرنا عبـيد بن سلـيـمان، قال: سمعت الضحاك يقول فـي قوله: { كذلكَ كِدْنا لِـيُوسُفَ } يقول: صنعنا لـيوسف.

واختلف أهل التأويـل فـي تأويـل قوله: { ما كانَ لِـيَأْخُذَ أخاهُ فِـي دِينِ الـمَلِكِ } فقال بعضهم: ما كان لـيأخذ أخاه فـي سلطان الـملك. ذكر من قال ذلك:

حدثنـي مـحمد بن سعد، قال: ثنـي أبـي، قال: ثنـي عمي، قال: ثنـي أبـي، عن أبـيه، عن ابن عبـاس:{ ما كانَ لِـيَأْخُذَ أخاهُ فِـي دِينِ الـمَلِكِ } يقول: فـي سلطان الـملك.

حُدثت عن الـحسين، قال: سمعت أبـا معاذ، يقول: ثنا عبـيد بن سلـيـمان، قال: سمعت الضحاك يقول فـي قوله: { ما كان لِـيَأْخُذَ أخاهُ فِـي دِينِ الـمَلِكِ } يقول: فـي سلْطان الـملك.

وقال آخرون: معنى ذلك: فـي حكمه وقضائه. ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: { ما كانَ لِـيَأْخُذَ أخاهُ فِـي دِينِ الـمَلِكِ إلاَّ أنْ يَشاءَ اللّهُ } يقول: ما كان ذلك فـي قضاء الـملك أن يستعبد رجلاً بسرقة.

حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى، قال: ثنا مـحمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة: { فِـي دِينِ الـمَلِكِ } قال: لـم يكن ذلك فـي دين الـملك، قال: حكمه.

حدثنـي الـمثنى، قال: ثنا أبو صالـح مـحمد بن لـيث الـمروزي، عن رجل قد سماه، عن عبد الله بن الـمبـارك، عن أبـي مودود الـمدينـيّ، قال: سمعت مـحمد بن كعب القُرَظيّ يقول: { قالُوا جَزَاؤُهُ مَنْ وُجدَ فِـي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ كذلكَ كِدْنا لِـيُوسُفَ ما كانَ لِـيَأْخُذَ أخاهُ فِـي دِينِ الـمَلِكِ } قال: دين الـملك لا يؤخذ به من سرق أصلاً، ولكن الله كاد لأخيه، حتـى تكلـموا ما تكلـموا به، فأخذهم بقولهم، ولـيس فـي قضاء الـملك.

حدثنا الـحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، قال: بلغه فـي قوله: { ما كانَ لِـيَأْخُذَ أخاهُ فِـي دِينِ الـمَلكِ } قال: كان حكم الـملك أن من سرق ضوعف علـيه الغُرم.

حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا عمرو، عن أسبـاط، عن السديّ:{ ما كانَ لِـيَأْخُذَ أخاهُ فِـي دِينِ الـمَلِكِ } يقول: فـي حكم الـملك.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلـمة، عن ابن إسحاق: { ما كانَ لِـيَأْخُذَ أخاهُ فِـي دِينِ الـمَلِكِ }: أي بظلـم، ولكن الله كاد لـيوسف لـيضمّ إلـيه أخاه.

حدثنـي يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، فـي قوله:{ ما كانَ لِـيَأْخُذَ أخاهُ فِـي دِينِ الـمَلِكِ } قال: لـيس فـي دين الـملك أن يؤخذ السارق بسرقته. قال: وكان الـحكم عند الأنبـياء يعقوب وبنـيه: أن يؤخذ السارق بسرقته عبداً يُسترقّ.

وهذه الأقوال وإن اختلفت ألفـاظ قائلـيها فـي معنى دين الـملك، فمتقاربة الـمعانـي، لأن من أخذه فـي سلطان الـملك عامله بعمله، فـيريناه أخذه إذا لـم يغيره، وذلك منه حكم علـيه، وحكمه علـيه قضاؤه. وأصل الدِّين: الطاعة، وقد بـيَّنت ذلك فـي غير هذا الـموضع بشواهده بـما أغنى عن إعادته فـي هذا الـموضع.

وقوله: { إلاَّ أنْ يَشاءَ اللّهُ } كما:

حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا عمرو، عن أسبـاط، عن السديّ: { إلاَّ أنْ يَشاءَ اللّهُ } ولكن صَنَعنا له بأنهم قالوا:{ فَهُوَ جَزَاؤُهُ }.

حدثنـي الـمثنى، قال: ثنا أبو حذيفة، قال: ثنا شبل، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد: { إلاَّ أنْ يَشاءَ اللّهُ } إلاَّ بعلة كادها الله، فـاعتلّ بها يوسف.

وقوله:{ نَرْفَعُ دَرَجاتٍ مَنْ نَشاءُ } اختلفت القرّاء فـي قراءة ذلك، فقرأه بعضهم: «نَرْفَعُ دَرَجاتِ مَنْ نَشاءُ» بإضافة الدرجات إلـى «مَنْ» بـمعنى: نرفع منازل من نشاء، رفع منازله ومراتبه فـي الدنـيا بـالعلـم علـى غيره، كما رفعنا مرتبة يوسف فـي ذلك ومنزلته فـي الدنـيا علـى منازل إخوته ومراتبهم. وقرأ ذلك آخرون: { نَرْفَعُ دَرَجاتٍ مَنْ نَشاءُ } بتنوين «الدرجات»، بـمعنى: نرفع من نشاء مراتب ودرجات فـي العلـم علـى غيره، كما رفعنا يوسف. فمَن علـى هذه القراءة نصب، وعلـى القراءة الأولـى خفض. وقد بيَّنا ذلك فـي سورة الأنعام.

وبنحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:

حدثنا القاسم، قال: ثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، قال: قال ابن جريج، قوله: { نَرْفَعُ دَرَجاتِ مَنْ نَشاءُ } يوسف وإخوته أُوتوا علـماً، فرفعنا يوسف فوقهم فـي العلـم.

وقوله: { وَفَوْقَ كُلّ ذِي عِلْـمٍ عَلـيـمٌ } يقول تعالـى ذكره: وفوق كل عالـم مَنْ هو أعلـم منه حتـى ينتهي ذلك إلـى الله تعالـى. وإنـما عَنَى بذلك أن يوسف أعلـم إخوته، وأن فوق يوسف من هو أعلـم من يوسف، حتـى ينتهي ذلك إلـى الله تعالـى.

وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:

حدثنا مـحمد بن بشار، قال: ثنا أبو عامر العَقْديّ، قال: ثنا سفـيان، عن عبد الأعلـى الثعلبـيّ، عن سعيد بن جبـير، عن ابن عبـاس، أنه حدّث بحديث، فقال رجل عنده: { وَفَوْقَ كُلّ ذِي علْـمٍ عَلـيـمٌ } فقال ابن عبـاس: بئسما قلت، إن الله هو علـيـم، وهو فوق كلّ عالـم.

حدثنا أبو كريب، قال: ثنا وكيع وحدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبـي، عن سفـيان، عن عبد الأعلـى عن سعيد بن جبـير، قال: حدّث ابن عبـاس بحديث، فقال رجل عنده: الـحمد لله { وَفَوْقَ كُلّ ذِي عِلْـمٍ عَلِـيـمٌ } فقال ابن عبـاس: العالـم الله، وهو فوق كلّ عالـم.

حدثنا الـحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا الثوريّ، عن عبد الأعلـى، عن سعيد بن جبـير، قال: كنا عند ابن عبـاس، فحدّث حديثاً، فتعجب رجل فقال: الـحمد لله { وَفَوْقَ كُلّ ذِي عِلْـمٍ عَلِـيـمٌ } فقال ابن عبـاس: بئسما قلت: الله العلـيـم، وهو فوق كل عالـم.

حدثنا الـحسن بن مـحمد وابن وكيع، قالا: ثنا عمرو بن مـحمد، قال: أخبرنا إسرائيـل، عن سالـم، عن عكرمة، عن ابن عبـاس: { وَفَوْقَ كُلّ ذِي عِلْـمٍ عَلِـيـمٌ } قال: يكون هذا أعلـم من هذا، وهذا أعلـم من هذا، والله فوق كل عالـم.

حدثنا الـحسن بن مـحمد، قال: ثنا سعيد بن منصور، قال: أخبرنا أبو الأحوص، عن عبد الأعلـى، عن سعيد بن جبـير، عن ابن عبـاس:{ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْـمٍ عَلِـيـمٌ }قال: الله الخبير العليم فوق كلّ عالم.

حدثنـي الـمثنى، قال: ثنا عبـيد الله، قال: أخبرنا إسرائيـل، عن عبد الأعلـى، عن سعيد بن جبـير، عن ابن عبـاس:{ وَفَوْقَ كُلّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ } قال: الله فوق كلّ عالـم.

حدثنا أبو كريب، قال: ثنا وكيع وحدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبـي عن أبـي معشر، عن مـحمد بن كعب، قال: سأل رجل علـياً عن مسألة، فقال فـيها، فقال الرجل: لـيس هكذا ولكن كذا وكذا، قال علـيّ: أصبت وأخطأت { وَفَوْقَ كُلّ ذِي عِلْـمٍ عَلِـيـمٌ }.

حدثنـي يعقوب وابن وكيع، قالا: ثنا ابن عُلَـية، عن خالد، عن عكرمة، فـي قوله: { وَفَوْقَ كُلّ ذِي عِلْـمٍ عَلِـيـمٌ } قال: علـم الله فوق كلّ أحد.

حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا ابن نـمير، عن نصر، عن عكرمة، عن ابن عبـاس:{ وَفَوْقَ كُلّ ذِي عِلْـمٍ عَلِـيـمٌ } قال: الله عزّ وجلّ.

حدثنا ابن وكيع، ثنا يعلـى بن عبـيد، عن سفـيان، عن عبد الأعلـى، عن سعيد بن جبـير: { وَفَوْقَ كُلّ ذِي عِلْـمٍ عَلِـيـمٌ } قال: الله أعلـم من كلّ أحد.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا جرير، عن ابن شبرمة، عن الـحسن، فـي قوله:{ وَفَوْقَ كُلّ ذِي عِلْـمٍ عَلـيـمٌ } قال: لـيس عالـم إلاَّ فوقه عالـم حتـى ينتهي العلـم إلـى الله.

حدثنا الـحسن بن مـحمد، قال: ثنا عاصم، قال: ثنا جويرية، عن بشير الهجيـمي، قال: سمعت الـحسن قرأ هذه الآية يوماً: { وَفَوْقَ كُلّ ذِي عِلْـمٍ عَلِـيـمٌ }، ثم وقـف فقال: إنه والله ما أمسى علـى ظهر الأرض عالـم إلاَّ فوقه من هو أعلـم منه، حتـى يعود العلـم إلـى الذي علـمه.

حدثنا الـحسن بن مـحمد، قال: ثنا علـيّ، عن جرير، عن ابن شُبْرُمة، عن الـحسن: { وَفَوْقَ كُلّ ذِي عِلْـمٍ عَلِـيـمٌ } قال: فوق كل عالـم عالـم، حتـى ينتهي العلـم إلـى الله.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: { وَفَوْقَ كُلّ ذِي عِلْـمٍ عَلـيـمٌ } حتـى ينتهي العلـم إلـى الله، منه بدىء، وتعلـمت العلـماء، وإلـيه يعود. فـي قراءة عبد الله: «وَفَوْقَ كُلّ عالِـمٍ عَلِـيـمٌ».

قال أبو جعفر: إن قال لنا قائل: وكيف جاز لـيوسف أن يجعل السقاية فـي رحل أخيه ثم يِسَرِّق قوماً أبرياء من السَّرَق، ويقول { أيَّتُها العِيرُ إنَّكُمْ لَسارِقُونَ } ؟ قـيـل: إن قوله: { { أيَّتُها العِيرُ إنَّكُمْ لَسارِقُونَ } إنـما هو خبر من الله عن مؤذّن أذّن به، لا خبر عن يوسف. وجائز أن يكون الـمؤذّن أذن بذلكَ أنْ فَقَد الصواع ولا يعلـم بصنـيع يوسف. وجائز أن يكون كان أذن الـمؤذن بذلك عن أمر يوسف، واستـجاز الأمر بـالنداء بذلك لعلـمه بهم أنهم قد كانوا سرقوا سرقة فـي بعض الأحوال، فأمر الـمؤذن أن يناديهم بوصفهم بـالسَّرَق، ويوسف يعنـي ذلك السرق لا سرقهم الصواع. وقد قال بعض أهل التأويـل: إن ذلك كان خطأ من فعل يوسف، فعاقبه الله بإجابة القوم إياه: { إنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ } وقد ذكرنا الرواية فـيـما مضى بذلك.