التفاسير

< >
عرض

وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ ٱلْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ ٱلأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ ٱلْمَوْتَىٰ بَل للَّهِ ٱلأَمْرُ جَمِيعاً أَفَلَمْ يَيْأَسِ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَن لَّوْ يَشَآءُ ٱللَّهُ لَهَدَى ٱلنَّاسَ جَمِيعاً وَلاَ يَزَالُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِّن دَارِهِمْ حَتَّىٰ يَأْتِيَ وَعْدُ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُخْلِفُ ٱلْمِيعَادَ
٣١
-الرعد

جامع البيان في تفسير القرآن

اختلف أهل التأويـل فـي معنى ذلك، فقال بعضهم: معناه: وهم يكفرون بـالرحمن { وَلَوْ أنَّ قُرآنا سُيِّرَتْ بِهِ الـجبـالُ }: أي يكفرون بـالله ولو سير لهم الـجبـال بهذا القرآن. وقالوا: هو من الـمؤخر الذي معناه التقديـم. وجعلوا جواب «لو» مقدّماً قبلها، وذلك أن الكلام علـى معنى قـيـلهم: ولو أن هذا القرآن سيرت به الـجبـال أو قُطِّعت به الأرض، لكفروا بالرحمن. ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبـاس، قوله: { وَلَوْ أنَّ قُرآناً سُيِّرَتْ بِهِ الجبالُ أوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأرضُ أوْ كُلِّـمَ بِهِ الـمَوْتَـى } قال: هم الـمشركون من قريش، قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: لو وسعت لنا أودية مكة، وسيرت جبـالها، فـاحترثناها، وأحيـيت من مات منا، أو قطِّع به الأرض، أو كلـم به الـموتـى فقال الله تعالـى: { وَلَوْ أنَّ قُرآناً سُيِّرَتْ بِهِ الـجبـالُ أوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأرْضُ أوْ كُلِّـمَ بِهِ الـمَوْتَـى بَلْ لِلّهِ الأمْرُ جَميعاً }.

حدثنا الـحسن بن مـحمد، قال: ثنا شبـابة، قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد، قوله: { وَلَوْ أنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الـجِبـالُ أوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأرْضُ أوْ كُلِّـمَ بِهِ الـمَوْتَـى } قول كفـار قريش لـمـحمد: سير جبـالنا تتسع لنا أرضنا فإنها ضيقة، أو قرّب لنا الشأم فإنا نتـجر إلـيها، أو أخرج لنا آبـاءنا من القبور نكلـمهم فقال الله تعالـى: { وَلَوْ أنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الـجِبـالُ أوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأرْضُ أوْ كُلِّـمَ بِهِ الـمَوْتَـى }.

حدثنـي الـمثنى، قال: ثنا أبو حذيفة، قال: ثنا شبل، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد، بنـحوه.

حدثنا القاسم، قال: ثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جريج، عن مـجاهد، نـحوه.

قال: ابن جريج، وقال عبد الله بن كثـير، قالوا: لو فسحت عنا الـجبـال، أو كلـمت به الـموتـى، فنزل ذلك. قال ابن جريج، وقال ابن عبـاس: قالوا: سير بـالقرآن الـجبـال، قطع بـالقرآن الأرض، أخرج به موتانا.

حدثنا الـحسن بن مـحمد، قال: ثنا حجاج، عن ابن جريج، قال: قال ابن كثـير: قالوا: لو فسحت عنا الـجبـال، أو أجريت لنا الأنهار، أو كلـمت به الـموتـى، فنزل: { أفَلَـمْ يَـيْأسِ الَذِينَ آمَنُوا }.

وقال آخرون: بل معناه: { وَلَوْ أنَّ قُرآناً سُيِّرَتْ بِهِ الـجِبـالُ } كلام مبتدأ منقطع عن قوله: { وَهُمْ يَكْفُرُونَ بـالرَّحْمَنِ }. قال: وجواب «لو» مـحذوف استغنـي بـمعرفة السامعين الـمرادَ من الكلام عن ذكر جوابها. قالوا: والعرب تفعل ذلك كثـيراً، ومنه قول امرىء القـيس:

فَلَوْ أنَّها نَفْسٌ تَـمُوتُ سَرِيحَةًولكِنَّها نَفْسٌ تَقَطَّعُ أنْفُسَا

وهو آخر بيت في القصيدة، فترك الـجواب اكتفـاء بـمعرفة سامعه مراده، وكما قال الآخر:

فَأُقُسِمُ لَوْ شَيْءٌ أتانا رَسُولُهُسِوَاكَ وَلكِنْ لَـمْ نَـجِدْ لكَ مَدْفَعا

ذكر من قال نـحو معنى ذلك:

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: { وَلَوْ أنَّ قُرآناً سُيِّرَتْ بِهِ الـجِبـالُ أوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأرْضُ أوْ كُلِّـمَ بِهِ الـمَوْتَـى } ذكر لنا أن قُريشاً قالوا: إن سرّك يا مـحمد اتبـاعك، أو أن نتبعك، فسير لنا جبـال تهامة، أو زد لنا فـي حرمنا، حتـى نتـخذ قطائع نـخترف فـيها، أو أَحْي لنا فلاناً وفلاناً ناساً ماتوا فـي الـجاهلـية. فأنزل الله تعالـى: { وَلَوْ أنَّ قُرآناً سُيِّرَتْ بِهِ الـجِبـالُ أوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأرْضُ أوْ كُلِّـمَ بِهِ الـمَوْتَـى } يقول: لو فعل هذا بقرآن قبل قرآنكم لفعل بقرآنكم.

حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى، قال: ثنا مـحمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة: أن كفَّـار قريش قالوا للنبـيّ صلى الله عليه وسلم: أذهب عنا جبـال تهامة حتـى نتـخذها زرعاً فتكون لنا أرضين، أو أحي لنا فلاناً وفلاناً يخبروننا حقّ ما تقول فقال الله: { وَلَوْ أنَّ قُرآناً سُيِّرَتْ بِهِ الـجِبـالُ أوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأرْضُ أوْ كُلِّـمَ بِهِ الـمَوْتَـى بَلِ لِلّهِ الأمْرُ جَمِيعاً } يقول: لو كان فعل ذلك بشيء من الكتب فـيـما مضى كان ذلك.

حُدثت عن الـحسين بن الفرج، قال: سمعت أبـا معاذ يقول: أخبرنا عبـيد بن سلـيـمان، قال: سمعت الضحاك يقول فـي قوله: { وَلَوْ أنَّ قُرآناً سُيِّرَتْ بِهِ الـجبـالُ } الآية... قال: قال كفـار قريش لـمـحمد صلى الله عليه وسلم: سير لنا الـجبـال كما سُخرت لداود، أو قطِّع لنا الأرض كما قطِّعت لسلـيـمان فـاغتدى بها شهراً وراح بها شهراً، أو كلـم لنا الـموتـى كما كان عيسى يكلـمهم يقول: لـم أُنزل بهذا كتابـاً، ولكن كان شيئاً أعطيته أنبـيائي ورسلـي.

حدثنـي يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، فـي قوله: { وَلَوْ أنَّ قُرآناً سُيِّرَتْ بِهِ الـجِبـالُ }... الآية. قال: قالوا للنبـيّ صلى الله عليه وسلم: إن كنت صادقاً فسير عنا هذه الـجبـال واجعلها حروثاً كهيئة أرض الشام ومصر والبُلْدان، أو ابعث موتانا فأخبرهم فإنهم قد ماتوا علـى الذي نـحن علـيه فقال الله تعالـى: { وَلَوْ أنَّ قُرآناً سُيِّرَتْ بِهِ الـجِبـالُ أوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأرْضُ أوْ كُلِّـمَ بِهِ الـمَوْتَـى }: لـم يصنع ذلك بقرآن قَطُّ ولا كتاب، فـيصنع ذلك بهذا القرآن.

القول فـي تأويـل قوله تعالـى: « أفَلَـمْ يَـيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أنْ لَوْ يَشاءُ اللّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً ».

اختلف أهل الـمعرفة بكلام العرب فـي معنى قوله: { أفَلَـمْ يَـيْأَسِ } فكان بعض أهل البصرة يزعم أن معناه: ألـم يعلـم ويتبـيَّن ويستشهد لقـيـله ذلك ببـيت سحيـم بن وَثِـيـل الرياحيّ:

أقُولُ لَهُمْ بـالشِّعْبِ إذْ يأمِرُونَنِـيألَـمْ تَـيْأَسُوا أنّـي ابنُ فـارِسِ زَهْدِم

ويُروى: «يـيسروننـي»، فمن رواه: «يـيسروننـي» فإنه أراد: يقسموننـي من الـميسر، كما يقسم الـجَزور. ومن رواه: «يأسروننـي»، فإنه أراد: الأسر. وقال: عنى بقوله: ألـم تـيأسوا: ألـم تعلـموا. وأنشدوا أيضاً فـي ذلك:

ألَـمْ يَـيْأسِ الأقْوَامُ أنّـي أنا ابْنُهُوإنْ كُنتُ عَنْ أرْضِ العَشِيرَةِ نائِيا

وفسروا قوله: «ألـم يـيأس»: ألـم يعلـم ويتبـين. وذُكر عن ابن الكلبـيّ أن ذلك لغة لـحيّ من النـخَع، يقال لهم: وَهْبـيـل، تقول: ألـم تـيأس، كذا بـمعنى: ألـم تعلـمه. وذُكر عن القاسم بن معن أنها لغة هوزان، وأنهم يقولون: يَئِست كذا: علـمت.

وأما بعض الكوفـيـين فكان ينكر ذلك، ويزعم أنه لـم يسمع أحداً من العرب يقول: «يئست» بـمعنى: «علـمت»، ويقول هو فـي الـمعنى وإن لـم يكن مسموعاً: «يئست» بـمعنى: «علـمت»، يتوجه إلـى ذلك أن الله قد أوقع إلـى الـمؤمنـين، أنه لو شاء لهدَى الناس جميعاً، فقال: أفلـم يـيأسوا علـماً، يقول: يؤيسهم العلـم، فكان فـيه العلـم مضمراً، كما يقال: قد يئست منك أن لا تفلـح علـماً، كأنه قـيـل: علـمته علـماً، قال: وقول الشاعر:

حتى إذَا يَئِسَ الرُّماةُ وأرْسَلُواغُضْفـاً دَوَاجِنَ قافلاً أَعْصَامها

معناه: حتـى إذا يئسوا من كلّ شيء مـما يـمكن إلا الذي ظهر لهم أرسلوا، فهو فـي معنى: حتـى إذا علـموا أن لـيس وجه إلا الذي رأوا وانتهى علـمهم، فكان ما سواه يأساً.

وأما أهل التأويـل فإنهم تأوّلوا ذلك بـمعنى: أفلـم يعلـم ويتبـين. ذكر من قال ذلك منهم:

حدثنـي يعقوب، قال: ثنا هشيـم، عن أبـي إسحاق الكوفـي، عن مولـى يخبر أن علـيًّا رضي الله عنه كان يقرأ: «أفلـم يَتَبـيَّن الذين آمَنُوا».

حدثنا الـحسن بن مـحمد، قال: ثنا عبد الوهاب، عن هارون، عن حنظلة، عن شهر بن حوشب، عن ابن عبـاس: { أفَلَـمْ يَـيْأَسِ } يقول: أفلم يتبين.

حدثنا أحمد بن يوسف، قال: ثنا القاسم، قال: ثنا يزيد، عن جرير، بن حازم، عن الزبـير بن الحارث، أو يعلى بن حكيـم، عن عكرمة، عن ابن عبـاس، أنه كان يقرؤها: «أفَلَـمْ يَتَبَـيَّنِ الَّذِينَ آمَنُوا» قال: كتب الكاتب الأخرى هو ناعس.

حدثنا الـحسن بن مـحمد، قال: ثنا حجاج بن مـحمد، عن ابن جريج، قال فـي القراءة الأولـى: زعم ابن كثـير وغيره: «أفلـم يتبـين».

حدثنـي مـحمد بن سعد، قال: ثنـي أبـي، قال: ثنـي عمي، قال: ثنـي أبـي، عن أبـيه، عن ابن عبـاس: { أفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا } يقول: ألـم يتبـين.

حدثنـي الـمثنى، قال: ثنا عبد الله بن صالـح، قال: ثنـي معاوية بن صالـح، عن علـيّ، عن ابن عبـاس قوله: { أفَلَـمْ يَـيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا } يقول: يعلـم.

حدثنا عمران بن موسى، قال: ثنا عبد الوارث، قال: ثنا لـيث، عن مـجاهد، فـي قوله: { أفَلَـمْ يَـيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا } قال: أفلـم يتبـين.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، فـي قوله: { أفَلَـمْ يَـيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا } قال: ألـم يتبـين الذين آمنوا.

حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى، قال: ثنا مـحمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة: { أفَلَـمْ يَـيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا } قال: ألـم يعلـم الذين آمنوا.

حدثنـي يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، فـي قوله: { أفَلَـمْ يَـيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا } قال: ألـم يعلـم الذين آمنوا.

والصواب من القول فـي ذلك ما قاله أهل التأويـل: إن تأويـل ذلك: أفلـم يتبـين ويعلـم لإجماع أهل التأويـل علـى ذلك والأبـيات التـي أنشدناها فـيه.

فتأويل الكلام إذن: ولو أن قرآناً سوى هذا القرآن كان سيرت به الـجبـال لسير بهذا القرآن، أو قطِّعت به الأرض لقطِّعت بهذا، أو كلِّـم به الـموتـى لكلِّـم بهذا، ولو يفعل بقرآن قبل هذا القرآن لفُعل بهذا. { بَلْ لِلّهِ الأمْرُ جَمِيعاً } يقول: ذلك كله إلـيه وبـيده، يهدى من يشاء إلـى الإيـمان فـيوفقه له ويضلّ من يشاء فـيخذله، أفلـم يتبـين الذين آمنوا بـالله ورسوله إذ طمعوا فـي إجابتـي من سأل نبـيهم من تسيـير الـجبـال عنهم وتقريب أرض الشام علـيهم وإحياء موتاهم، أن لو يشاء الله لهدَى الناس جميعاً إلـى الإيـمان به من غير إيجاد آية ولا إحداث شيء مـما سألوا إحداثه. يقول تعالـى ذكره: فما معنى مـحبتهم ذلك مع علـمهم بأن الهداية والإهلاك إلـيّ وبـيدي أنزلت آية أو لـم أنزلها أهدي من أشاء بغير إنزال آية، وأضلّ من أردت مع إنزالها.

القول فـي تأويـل قوله تعالـى: { وَلاَ يَزَالُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مّن دَارِهِمْ حَتَّىٰ يَأْتِىَ وَعْدُ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ لا يُخْلِفُ الميعادَ }.

يقول تعالـى ذكره: ولا يزال يا مـحمد الذين كفروا من قومك تُصيبهم بـما صنعوا من كفرهم بـالله وتكذيبهم إياك وإخراجهم لك من بـين أظهرهم قارعة، وهي ما يقرعهم من البلاء والعذاب والنقم، بـالقتل أحياناً، وبـالـحروب أحياناً، والقحط أحياناً. أو تـحلّ أنت يا مـحمد، يقول: أو تنزل أنت قريبـاً من دارهم بجيشك وأصحابك حتـى يأتـي وعد الله الذي وعدك فـيهم، وذلك ظهورك علـيهم وفتـحك أرضهم وقهرك إياهم بـالسيف. { إنَّ اللّهَ لا يُخْـلِفُ الـمِيعادَ } يقول: إن الله منـجزك يا مـحمد ما وعدك من الظهور علـيهم، لأنه لا يخـلف وعده.

وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:

حدثنا أبو داود، قال: ثنا الـمسعودي، عن قتادة، عن سعيد بن جبـير، عن ابن عبـاس، فـي قوله: { وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِـمَا صَنَعُوا قارِعَةٌ } قال: سرية. { أوْ تَـحُلُّ قَرِيبـاً مِنْ دَارِهِمْ } قال مـحمد: حتـى يأتـي وعد الله، قال: فتـح مكة.

حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبـي، عن الـمسعودي، عن قتادة، عن سعيد بن جبـير، عن ابن عبـاس بنـحوه، غير أنه لـم يذكر سرية.

حدثنا الـحسن بن مـحمد، قال: ثنا أبو قطن، قال: ثنا الـمسعودي، عن قتادة، عن سعيد بن جبـير، عن ابن عبـاس، أنه تلا هذه الآية: { وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِـمَا صَنَعُوا قارِعَةٌ } قال: القارعة: السرية. { أوْ تَـحُلُّ قَرِيبـاً مِنْ دَارِهِمْ } قال: هو مـحمد صلى الله عليه وسلم. حتـى { يأتَـي وَعْدُ اللّهِ } قال: فتـح مكة.

حدثنـي الـمثنى، قال: ثنا أبو غسان، قال: ثنا زهير، أن خصيفـاً حدثهم، عن عكرمة، فـي قوله: { وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِـمَا صَنَعُوا قارِعَةٌ أوْ تَـحُلُّ قَرِيبـاً مِنْ دَارِهِمْ } قال: نزلت بـالـمدينة فـي سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم أو تـحلّ أنت يا مـحمد قريبـاً من دارهم.

حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبـي، عن النضر بن عربـي، عن عكرمة: { وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِـمَا صَنَعُوا قارِعَةٌ } قال: سرية. { أوْ تَـحُلُّ قَرِيبـاً منْ دَارِهِمْ } قال: أنت يا مـحمد.

حدثنـي مـحمد بن سعد، قال: ثنـي أبـي، قال: ثنـي عمي، قال: ثنـي أبـي، عن أبـيه، عن ابن عبـاس، قوله: { وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِـمَا صَنَعُوا قارِعَةٌ } يقول: عذاب من السماء ينزل علـيهم. { أوْ تَـحُلُّ قَرِيبـاً مِنْ دَارِهِمْ } يعنـي: نزول رسول الله صلى الله عليه وسلم بهم وقتاله إياهم.

حدثنا الـحسن بن مـحمد، قال: ثنا شبـابة، قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد، قوله: { تُصِيبُهُمْ بِـمَا صَنَعُوا قارِعَةٌ }: تصاب منهم سرية، أو تصاب منهم مصيبة، أو يحلّ مـحمد قريبـاً من دارهم. وقوله: { حتـى يَأْتِـيَ وَعْدُ اللّهِ } قال: الفتـح.

حدثنـي الـمثنى، قال: ثنا الـحجاج، قال: ثنا حماد بن زيد، عن عبد الله بن أبـي نـجيح: { أوْ تَـحُلُّ قَرِيبـاً مِنْ دَارِهِمْ } يعنـي النبـيّ صلى الله عليه وسلم.

حدثنا القاسم، قال: ثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جريج، عن مـجاهد، نـحو حديث الـحسن، عن شبـابة.

حدثنـي الـحارث، قال: ثنا عبد العزيز، قال: ثنا قـيس، عن خصيف، عن عكرمة، عن ابن عبـاس: قال: قارعة، قال: السرايا.

قال: ثنا عبد العزيز، قال: ثنا عبد الغفـار، عن منصور، عن مـجاهد: { قارِعَةٌ }: مصيبة من مـحمد. { أوْ تَـحُلُّ قَرِيبـاً مِنْ دَارِهِمْ } قال: أنت يا مـحمد. { حتـى يأْتِـيَ وَعْدُ اللّهِ } قال: الفتـح.

قال: ثنا إسرائيـل، عن خصيف، عن مـجاهد: { قارِعَةٌ } قال: كتـيبة.

قال: ثنا عبد العزيز، قال: ثنا عمرو بن ثابت، عن أبـيه، عن سعيد بن جبـير: { تُصِيبُهُمْ بِـمَا صَنَعُوا قارِعَةٌ } قال: سرية. { أوْ تَـحُلُّ قَرِيبـاً مِنْ دَارِهِمْ } قال: أنت يا مـحمد.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: { وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِـمَا صَنعُوا قارِعَةٌ }: أي بأعمالهم أعمال السوء. وقوله: { أوْ تَـحُلُّ قَرِيباً مِنْ دَارِهِمْ } أنت يا مـحمد. { حتـى يَأْتِـيَ وَعْدُ اللّهِ } ووعد الله: فتـح مكة.

حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى، قال: ثنا مـحمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة: { قارِعَةٌ } قال: وقـيعة. { أوْ تَـحُلُّ قَرِيبـاً مِنْ دَارِهِمْ } قال: يعنـي النبـيّ صلى الله عليه وسلم، يقول: أو تـحلّ أنت قريبـاً من دارهم.

حدثنا أحمد بن إسحاق، قال: ثنا أبو أحمد، قال: ثنا مـحمد بن طلـحة، عن طلـحة، عن مـجاهد: { تُصِيبُهُمْ بِـمَا صَنَعُوا قارِعَةٌ } قال: سرية.

حدثنا أحمد بن إسحاق، قال: ثنا أبو أحمد، قال: ثنا سفـيان، عن ليث، عن مـجاهد: { تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قارِعَةٌ } قال: السرايا: كان يبعثهم النبـيّ صلى الله عليه وسلم. { أوْ تَـحُلُّ قَرِيبـاً مِنْ دارِهِمْ } أنت يا محمد. { حتى يَأْتِـيَ وَعْدُ اللّهِ } قال: فتح مكة.

قال: ثنا أبو أحمد، قال: ثنا إسرائيـل، عن بعض أصحابه، عن مـجاهد: { تُصِيبُهُمْ بِـمَا صَنَعُوا قارِعَةٌ } قال: كتـيبة.

حدثنـي يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، فـي قوله: { وَلا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِـمَا صَنَعُوا قارِعَةٌ } قال: قارعة من العذاب.

وقال آخرون: معنى قوله: { أوْ تَـحُلُّ قَرِيبـاً مِنْ دَارِهِمْ } تـحلّ القارعة قريبـاً من دارهم. ذكر من قال ذلك:

حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى، قال: ثنا مـحمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة، قال: قال الـحسن: { أوْ تَحُلُّ قَرِيبـاً مِنْ دَارِهِمْ } قال: أو تحلّ القارعة قريبـاً من دارهم.

حدثنابشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، عن الـحسن، قال: { أوْ تَـحُلُّ قَرِيبـاً مِنْ دَارِهِمْ } قال: أو تحلّ القارعة.

وقال آخرون فـي قوله: { حتـى يَأْتِـيَ وَعْدُ اللّهِ } قال: يوم القـيامة. ذكر من قال ذلك:

حدثنـي الـمثنى، قال: ثنا معلـى بن أسد، قال: ثنا إسماعيـل بن حكيـم، عن رجل قد سماه عن الـحسن، فـي قوله: { حتـى يَأْتِـيَ وَعْدُ اللّهِ } قال: يوم القـيامة.