التفاسير

< >
عرض

وَجَعَلُواْ لِلَّهِ أَندَاداً لِّيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُواْ فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى ٱلنَّارِ
٣٠
-إبراهيم

جامع البيان في تفسير القرآن

يقول تعالـى ذكره: وجعل هؤلاء الذين بدّلوا نعمة الله كفرا لربهم أنداداً، وهي جماع نِدّ، وقد بـيَّنت معنى الندّ فـيـما مضى بشواهده بـما أغنى عن إعادته، وإنـما أراد أنهم جعلوا لله شركاء كما:

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة: قوله: { وَجَعَلُوا لِلّهِ أنْدَادًا } والأنداد: الشركاء.

وقوله: { لِـيُضِلُّوا عَنْ سَبِـيـلِهِ } اختلفت القرّاء فـي قراءة ذلك، فقرأته عامَّة قرّاء الكوفـيـين: { لِـيُضِلُّوا } بـمعنى: كي يضلوا الناس عن سبـيـل الله بـما فعلوا من ذلك. وقرأته عامة قرّاء أهل البصرة: «لَـيَضِلُّوا» بـمعنى: كي يضلّ جاعلو الأنداد لله عن سبـيـل الله. وقوله: { قُلْ تَـمَتَّعُوا } يقول تعالـى ذكره لنبـيه مـحمد صلى الله عليه وسلم: قل يا مـحمد لهم: تـمتعوا فـي الـحياة الدنـيا وعيداً من الله لهم لا إبـاحَة لهم التـمتع بها ولا أمراً علـى وجه العبـادة، ولكن توبـيخاً وتهدداً ووعيداً، وقد بَـيَّن ذلك بقوله: { فإنَّ مَصِيرَكُمْ إلـى النَّارِ } يقول: استـمتعوا فـي الـحياة الدنـيا، فإنها سريعة الزوال عنكم، وإلـى النار تصيرون عن قريب، فتعلـمون هنالك غبّ تـمتعكم فـي الدنـيا بـمعاصي الله وكفركم فـيها به.