يقول تعالـى ذكره لنبـيه مـحمد صلى الله عليه وسلم: ولقد أرسلنا يا مـحمد من قبلك فـي الأمـم الأوّلـين رسلاً. وترك ذكر الرسل اكتفـاء بدلالة قوله: { وَلَقَدْ أرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ } علـيه، وعَنَى بشيع الأوّلـين: أمـم الأوّلـين، واحدتها شيعة، ويقال أيضاً لأولـياء الرجل: شيعته.
وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:
حدثنـي الـمثنى، قال: ثنا عبد الله، قال: ثنـي معاوية، عن علـيّ، عن ابن عبـاس: { وَلَقَدْ أرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ فـي شِيَعِ الأوَّلِـينَ } يقول: أمـم الأوّلـين.
حدثنـي الـمثنى، قال: أخبرنا إسحاق، قال: ثنا هشام، عن عمرو، عن سعيد، عن قتادة، فـي قوله: { وَلَقَدْ أرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ فِـي شِيَعِ الأوَّلِـينَ } قال: فـي الأمـم.
وقوله: { وَما يَأْتِـيهمْ مِنْ رِسُولٍ إلاَّ كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ } يقول: وما يأتـي شيع الأوّلـين من رسول من الله يرسله إلـيهم بـالدعاء إلـى توحيده والإذعان بطاعته إلاّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ يقول: إلا كانوا يَسْخَرون بـالرسول الذي يرسله الله إلـيهم عُتوًّا منهم وتـمرّداً علـى ربهم.