يعنى تعالى ذكره بقوله: { قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ } قول جميـل، ودعاء الرجل لأخيه الـمسلـم. { وَمَغْفِرَةٌ } يعنـي: وستر منه علـيه لـما علـم من خـلته وسوء حالته، خير عند الله من صدقة يتصدقها علـيه يتبعها أذى، يعنـي يشتكيه علـيها ويؤذيه بسببها. كما:
حدثنـي الـمثنى، قال: ثنا إسحاق، قال: ثنا أبو زهير، عن جويبر، عن الضحاك: { قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى } يقول: أن يـمسك ماله خير من أن ينفق ماله ثم يتبعه منًّا وأذى.
وأما قوله: { غَنِىٌّ حَلِيمٌ } فإنه يعنـي: والله غنـيّ عما يتصدقون به، حلـيـم حين لا يعجل بـالعقوبة علـى من يـمنّ بصدقته منكم، ويؤذي فـيها من يتصدّق بها علـيه.
ورُوي عن ابن عبـاس فـي ذلك ما:
حدثنا به الـمثنى، قال: ثنا عبد الله بن صالـح، قال: ثنـي معاوية، عن علـيّ بن أبـي طلـحة، عن ابن عبـاس: الغنـيّ: الذي كمل فـي غناه، والـحلـيـم: الذي قد كمل فـي حلـمه.