يقول تعالـى ذكره:
{ وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ الصَّالِـحاتِ فأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجاتُ العُلَـى } . ثم بـين تلك الدرجات العلـى ما هي، فقال: هن { جَنَّاتُ عَدْنٍ } يعنـي: جنات إقامة لا ظعن عنها ولا نفـاد لها ولا فناء { تَـجْرِي مِنْ تَـحْتِها الأنهَارُ } يقول: تـجري من تـحت أشجارها الأنهار { خالِدِينَ فِـيها } يقول: ماكثـين فـيها إلـى غير غاية مـحدودة فـالـجنات من قوله { جَنَّاتُ عَدْنٍ } مرفوعة بـالردّ علـى الدرجات، كما: حدثنا القاسم، قال: ثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جريج، فـي قوله:
{ { وَمَنْ يأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ الصَّالِـحاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجاتُ العُلـى } قال: عَدْن. وقوله: { وَذلكَ جَزاءُ مَنْ تَزَكَّى } يقول: وهذه الدرجات العُلـى التـي هي جنات عدن علـى ما وصف جلّ جلاله ثواب من تزكى، يعنـي: من تطهر من الذنوب، فأطاع الله فـيـما أمره، ولـم يدنس نفسه بـمعصيته فـيـما نهاه عنه.