التفاسير

< >
عرض

لاَ تَرْكُضُواْ وَٱرْجِعُوۤاْ إِلَىٰ مَآ أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ
١٣
-الأنبياء

جامع البيان في تفسير القرآن

يقول تعالـى ذكره: لا تهربوا وارجعوا إلـى ما أُترفتـم فـيه: يقول: إلـى ما أُنعمتـم فـيه من عيشتكم ومساكنكم كما:

حدثنـي مـحمد بن سعد، قال: ثنـي أبـي، قال: ثنـي عمي، قال: ثنـي أبـي، عن أبـيه، عن ابن عبـاس قوله:{ لا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إلـى ما أُتْرِفْتُـمْ فِـيهِ ومَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ } يعنـي من نزل به العذاب فـي الدنـيا مـمن كان يعصي الله من الأمـم.

حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثنـي الـحرث، قال: ثنا الـحسن قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد، قوله:{ لا تَرْكُضُوا }: لا تفرّوا.

حدثنا القاسم، قال: ثنا الـحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مـجاهد، مثله.

حدثنا بِشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قَتادة:{ وَارْجِعُوا إلـى ما أُتْرِفْتُـمْ فِـيهِ } يقول: ارجعوا إلى دنياكم التـي أُترفتـم فـيها.

حدثنا محمد بن عبد الأعلـى، قال: ثنا محمد بن ثور عن معمر، عن قتادة: { وَارْجِعُوا إلـى ما أُتْرِفْتُـمْ فِـيهِ } قال: إلـى ما أُترفتـم فـيه من دنـياكم.

واختلف أهل التأويـل فـي معنى قوله:{ لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ } فقال بعضهم: معناه: لعلكم تفقهون وتفهمون بـالـمسألة. ذكر من قال ذلك:

حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثنـي الـحارث، قال: ثنا الـحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد فـي قوله:{ لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ } قال: تفقهون.

حدثنا القاسم، قال: ثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جُرَيج، عن مـجاهد:{ لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ } قال: تفقهون.

وقال آخرون: بل معناه لعلكم تُسئلون من دنـياكم شيئا علـى وجه السخرية والاستهزاء. ذكر من قال ذلك:

حدثنـي بِشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قَتادة:{ لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ } استهزاء بهم.

حدثنـي مـحمد بن عبد الأعلـى، قال: ثنا مـحمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة:{ لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ } من دنـياكم شيئاً، استهزاء بهم.