التفاسير

< >
عرض

قُل رَّبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي مَا يُوعَدُونَ
٩٣
رَبِّ فَلاَ تَجْعَلْنِي فِي ٱلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ
٩٤
وَإِنَّا عَلَىٰ أَن نُّرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ
٩٥
-المؤمنون

جامع البيان في تفسير القرآن

يقول تعالـى ذكره لنبـيه مـحمد صلى الله عليه وسلم: قل يا مـحمد: ربّ إنْ تُرِيَنَّى فـي هؤلاء الـمشركين ما تعدهم من عذابك فلا تهلكنـي بـما تهلكهم به. ونـجنـي من عذابك وسخطك فلا تـجعلنـي فـي القوم الـمشركين ولكن اجعلنـي مـمن رضيت عنه من أولـيائك. وقوله: { فَلا تَـجْعَلْنـي } جواب لقوله: { إما تُرِيَنَّى } اعترض بـينهما بـالنداء، ولو لـم يكن قبله جزاء لـم يجز ذلك فـي الكلام، لا يقال: يا زيد فقم، ولا يا ربّ فـاغفر، لأن النداء مستأنف، وكذلك الأمر بعده مستأنف، لا تدخـله الفـاء والواو، إلاَّ أن يكون جوابـاً لكلام قبله.

وقوله:{ وَإنَّا عَلـى أنْ نُرِيَكَ ما نَعِدُهُمْ لَقادِرونَ } يقول تعالـى ذكره: وإنا يا مـحمد علـى أن نريك فـي هؤلاء الـمشركين ما نعدهم من تعجيـل العذاب لهم، لقادرون، فلا يَحْزُنَنَّك تكذيبهم إياك بـما نعدهم به، وإنـما نؤخر ذلك لـيبلغ الكتاب أجله.